مشكلتك لها حل

باب للاستشارات النفسية

يشرف عليه

الدكتور مصطفى فهمي

أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس

كيف تستذكر بنجاح

(أنا طالب ثانوي أستذكر دروسي جيدًا، ولكني بعد استذكارها يخيل إلي أنني خالي الذهن تمامًا، مما يجعلني أشك في ضعف ذاكرتي، فهل من إرشاد أو علاج لضعف الذاكرة؟).

ع. ع. ح. طهطا

(.. ينغص على حياتي أنني ضعيف الذاكرة لدرجة مذهلة… وأنا طموح وأريد أن أحسن مركزي. وقد رسبت في ليسانس الحقوق أربع مرات متتالية بلا مبرر، برغم أنني كنت أذاكر بطريقة منظمة عشر ساعات في اليوم…)

م. أ. ع- أسوان

قبل أن نوضح كيفية تدريب الذاكرة يحسن أن نذكر أن علاج الذاكرة الضعيفة لتصبح قوية أمر غير ممكن الحدوث لأن القدرات العقلية فطرية ولادية، وكل الذي يمكن عمله هو اتباع خير الوسائل التي تساعد على الحفظ الجيد، وهي التي نسوقها هنا:

• تقرأ المادة مرة أو مرتين حتى كوحدة، ثم تقسم بعد ذلك إلى وحدات إن كانت المادة طويلة، ثم تقرأ الوحدة الأولى منها، ثم الوحدتين الأولى والثانية، ثم الأولى والثانية والثالثة، وهكذا.

• عليك بتسميع ما قرأت، إذ أن التسميع أثناء الحفظ يجعل الحافظ عاملًا نشطًا فعالًا لا مجرد عامل مستقبِل، بالإضافة إلى أن التسميع يكشف للحافظ عن نقاط ضعفه فيعمل على تركيز جهوده فيها في المحاولات التالية، بالإضافة إلى أنه في تكرار التسميع تمرين على موقف الاختبار.

وينبغي قبل كل شيء أن نكشف معالم المادة أولًا ثم نحاول بعد ذلك تسميعها فننجح في أجزاء ونفشل في أخرى فنعيد الحفظ مركزين جهودنا في نواحي الفشل، وإذا كان المطلوب هو حفظ المعنى فقط فقد يكون من الأصلح أن نعمد إلى تسميع الأفكار الرئيسية أولًا، ثم الأفكار الثانوية بعد ذلك، ثم الدقائق الأقل أهمية وهكذا.

• يحسن القراءة ببطء حتى يتاح للذهن هضم ما قرأ– فالقراءة البطيئة تحتاج إلى عدد قليل من التكرارات للحفظ- وفائدة الفترة التي تمضي بين كل قراءة والتي بعدها أنها تجدد النشاط والعزم، فيبدأ الشخص بهمة في الحفظ من جديد، وينبغي ألا تكون الفترات قصيرة جدًا ولا طويلة جدًا.

• يجب ألا يطول الوقت بين الموعد الذي تحفظ فيه المادة والموعد الذي ترغب استرجاعها فيه.

• من المشاهد بالتجربة أنه إذا حفظت المادة واستمر الحافظ مدة من الزمن دون أن يتعرض لشيء من نوعها كان ذلك أدعى لتثبيتها.

• تستطيع أن تحصل على أحسن النتائج إذا تلت قراءتك للمادة فترة من النوم.

• إن قراءة مادتين متشابهتين أو على درجة كبيرة من التشابه إحداهما عقب الأخرى يساعد على الحفظ، والعكس صحيح.

• ينبغي ألا ننسى أن الصحة العامة والراحة العقلية لهما أثر كبير على التذكر. فلا تجهد نفسك كثيرًا في القراءة، بل استمتع بوقت من الفراغ ملائم، فذلك ينشط العمليات العقلية لديك ويجعل استذكارك لدروسك مثمرًا.

أحكامك مبنية على العاطفة

(إني أعيش مع الناس كما يعيشون، وأحكم على الأشخاص حكمًا عاديًا جدًا بأنهم سيئون أو طيبون، ولكن إذا خلوت بنفسي، وهذا يكون غالبًا قبل النوم، أبحث عن السبب في سلوك الناس الذين أصدرت عليهم حكمي، فتجدني أعذرهم مهما يكون سلوكهم… وهذا الشعور داخلي فقط، أما في حياتي العامة فإني أقرأ الناس على أن هناك حقائق يجب ألا تتغير بتغير الظروف والملابسات… فهل لهذا الشعور من سبب؟ وهل هو مرض نفسي؟ وما العلاج؟.)

أ. م. أ- كلية المعلمين بالعباسية

– إن ما تذكره في شكواك ليس من أعراض المرض النفسي. وكل ما في الأمر أنك عندما تصدر أحكامك على الناس إنما تصدره على عجل بدون إمعان الفكر.

– أعني أن أحكامك في مبدأ الأمر تبنى في أغلبها على العاطفة، حتى إذا خلوت إلى نفسك وأخذت تسترجع في ذهنك ما مر بك في حياتك اليومية من أحداث، وما أبرمته من أمور، وما أصدرته من أحكام على الناس والأشياء –وهذا أمر طبيعي وليس فيه شذوذ- فإنك تعيد النظر إليها وأنت في حالة اتزان انفعالي. الأمر الذي ييسر للعقل أن يفكر في هدوء وروية فتصدر أحكامك متزنة عادلة، ومن ثم يخيل إليك أن أحكامك السابقة وسلوكك الذي سلكته في حياتك اليومية وفي رحمة صراع الحياة ليس صادرًا منك ولا يمت إليك بصلة.

فاسترجاعنا لخبراتنا وأحداث الحياة اليومية في أذهاننا قبل النوم شيء طبيعي، اللهم إلا إذا أصبحنا عاجزين عن كف التفكير عند اللزوم فنستمر في أفكارنا بالرغم منا، ونفكر في أمور أغلبها تافه قد لا يعنينا، أي عندما يصبح التفكير تلقائيًا، حينئذٍ يصبح الأمر جديرًا بالاهتمام غير أنك لا تشكو من هذا ولله الحمد كما هو واضح من خطابك فلا تخش شيئًا.

تزوج ممن تريد

(أنا شاب في الثامنة والعشرين أعمل بإحدى المصالح الحكومية. أريد الزواج لكي أستكمل استقراري، ولكن أهلي، وخاصة والدي، يريدون تزويجي من فتاة ريفية حتى تكون لهم السلطة عليها ولكني لا أريد أن أكون خاضعًا لأحد في حياتي، وأريد زوجة مثقفة، وهذا لا يتوفر في رغبة أسرتي…).

م. م. ف- الإسكندرية

– إن الزوجة التي لا تشعر بكيانها في المنزل نظرًا لسيطرة أم الزوج عليها، والزوجة التي لا تشعر بكيان زوجها نظرًا لسيطرة والده عليه لا ينتظر منها أن توجد جيلًا من الأبناء يشعرون بكيانهم.

لذلك قد يكون من المناسب أن تتزوج بمن ترى ملاءمتها لك، وتستقل في معيشة خاصة بك، وسيتضح للوالدين خطؤهما إن عاجلاً أو آجلًا.

علاج الخجل

(أنا شاب عمري 25 سنة. كنت طالبًا مجدًا متفوقًا حتى بلغت الجامعة. أعاني خجلًا إذا تكلمت مع من هو أكبر مني سنًا، ولا أستطيع أن أوجه سؤالًا إلى أساتذتي، أرهب دخول المجتمعات، ويعتريني الخجل إذا دخلت مدرج المحاضرات.. فبماذا تنصحونني؟).

أ. م. م. مليج- منوفية

– لم تذكر شيئًا في شكواك عن طفولتك وعن نوع المعاملة الأسرية التي ربيت عليها وطبيعة البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها- أغلب الظن أنك تعرضت في سني حياتك الأولى لضغوط خارجية أثرت في نموك النفسي الأمر الذي جعلك تميل إلى الانطواء على النفس وتخجل من التحدث في المجتمعات غير واثق من نفسك.

اشترك في ناد رياضي اجتماعي وأقنع نفسك أنك لا تقل عن الأعضاء الذين يمارسون النشاط في النادي- وكون صداقات في حيز ضيق أولا، ثم وسع دائرة صداقاتك تدريجيًا، ووسع دائرة معلوماتك العامة حتى تستطيع التحدث في الموضوعات العامة مع أصدقائك ويكون من الأفضل لو كانت المجتمعات التي تغشاها مشتركة بين النساء والرجال.

خوف السلطة

(مشكلتي أنني لا أستطيع أن أواجه أي شخص أريد منه شيئًا، كأن يكون رئيسي، أو رجلًا كبير السن… فعندما أرد عليه يضطرب كلامي، وكثيرًا ما أصاب بالتهتهة في سرد الموضوع… وأنا أبلغ من العمر 29 عامًا… فهل أجد حلاً سديدًا لمشكلتي؟).

قارئ بالإسكندرية

– أغلب الظن أنك تعرضت في طفولتك لسلطة والدية جائرة، الأمر الذي جعلك في الكبر تخشى مواجهة السلطة في أي صورة ومن أي مصدر.

فرئيس العمل، وكبار السن بينهم وبين الوالد أوجه شبه- فأنت ترى فيهم صورة هذا الوالد، أو بمعنى آخر تتمثل فيهم السلطة الجائرة التي لم تستطع مواجهتها وأنت صغير مما يجعلك تستجيب بالتهتهة في الحديث إليهم، كما كنت تتهته عند الحديث إلى والدك.

لذلك فإن جذور مشكلتك تمتد إلى أعماق الطفولة، فحبذا لو استشرت أحد الاختصاصيين النفسيين.

ردود خاصة

ب. ع بالإسكندرية:

ذكرت في شكواك أنك لم تتصل بامرأة قط حتى سن الثالثة والعشرين وربما كان ذلك بسبب الناحية المادية أو شيء آخر… أغلب الظن أنك عشت في جو ديني، وفي أسرة محافظة، وأنك في ظل هذه التربية أصبح ضميرك الخلقي أو ذاتك العليا مسيطرًا سيطرة كاملة عليك مما جعل دوافعك الغريزية في صراع مستمر مع ذاتك العليا كلما حاولت إتيان الفعل الجنسي مع امرأة لأن هذا يتنافى مع مثلك العليا

وقد كان يمكن لهذا الصراع أن يؤدي بك إلى الانهيار العصبي- مع ملاحظة أن هذا الصراع قد لا تحس به لأنه يكون لا شعوريًا- وقد لجأت نفسك، لتجنبك هذا الصراع ولتحميك من هذا الانهيار، للعضو الذي تمارس به العملية الجنسية المحرمة فجعلته يرتخي (وهذا عرض من أعراض المرض النفسي).

أعتقد أن الأمر قد يتغير عندما تتزوج، إذ يصبح الصراع لا محل له في نفسك. فالزواج يحض عليه الدين ولا ينهى عنه، وبالتالي ستتم المعاشرة الزوجية على أكمل وجه.

هذا ويمكن لك أيضًا استشارة أحد الأطباء في الأمراض التناسلية ليتأكد من سلامتك من الناحية الفسيولوجية.

ج- ع. بالمساحة:

إن استمرارك حتى سن الثانية والأربعين بدون زوج شرعي ومعاشرتك لسيدة بعقد عرفي أو بخلافه وعدم إقبالك على الزواج إلا مرغمًا تحت ضغط الأهل.. وما تضمنه خطابك من أن (مزاجك في الحياة لم يعد كما كان من البهجة والمرح وباستمرار تراودني فكرة الطلاق، وأرثى لحالتي، وعندي حالة خوف ووهم شديد من الماضي والمستقبل والحاضر وكلما حاولت التماسك أجد نفسي مبعثرًا).. كل هذا يجعلني أعتقد أنك تعاني من مدة طويلة من القلق النفسي الأمر الذي جعلك لا ترغب في تحمل المسئولية ودفعك إلى الابتعاد عن الزواج حتى جاوزت الأربعين.

وما تتعلل به من أن دماء بكارة زوجتك لم يظهر إلا بعد عدة محاولات وما يترتب على ذلك من شكك في طهارتها؛ كل هذا يجعلني أعتقد أنك مدفوع بدوافع لا شعورية للتخلص من قيود الزواج والتزاماته، إذ أنك ذكرت في خطابك أن زوجتك تتسم بالهدوء وتربيتها دينية، وهذا يؤكد طهارتها وعفتها.

وعصاب القلق هذا مرض نفسي لا مرض عقلي، أي ليست آثاره ذات خطورة على مستقبلك وعملك. ولكنك ينبغي أن تتخلص منه بالتردد على اختصاصي نفسي يعاونك على حل مشكلتك.

ر. م. المويلحي بالقاهرة:

س. السروي بالعباسية:

إن هناك ارتباطا وثيقا بين النفس والجسم فمن الواضح لك أن انفعال الغضب يصحبه دائمًا ويفصح عنه فسيولوجيًا ارتفاع في ضغط الدم، وبالمثل إفراز الغدد فوق الكلوية وهي تفرز مادة الأدرنالين- ومن المعروف أن هذه الغدد تقوم بإفرازات كثيرة في حالات الانفعالات الشديدة؛ وهذا الإفراز الزائد يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية مثل سرعة ضربات القلب، وزيادة النبض، وارتفاع السكر في الدم، وازدياد قدرة الدم على عمل جلطة دموية، وهذه الانفعالات النفسية هي التي تؤدي إلى اضطرابات عضوية وإذا أزمنت فهي مؤدية في النهاية إلى أمراض جسمية نفسية هي الأمراض السيكوسوماتية… وإنما يتم شفاؤك بالوقوف على الدوافع المسببة للمرض النفسي، فتزول الأعراض الجسمية، وهذا يستلزم أن تعرض نفسك على اختصاصي نفسي.

ج. م. ع- حلمية الزيتون:

كثير من الرغبات التي لا نستطيع تحقيقها في دنيا الواقع لعدم توافر الإمكانات التي تيسر حصولنا عليها أو لعدم تماشيها مع تقاليد وعادات المجتمع الذي نعيش فيه، تحاول أن تفصح عن نفسها في أثناء نومنا في صورة أحلام.

وأنت في هذه السن –سن المراهقة- عشت في مجتمع انفصالي تحكمه تقاليد الصعيد التي تحرم الاختلاط بين الذكور والإناث مما عرضك لكبت شديد وجعلك تتعلق بالفتاة التي تذكرها تعلقًا وجدانيًا كبيرًا بدون أن تحاول التعرف إليها وبدون أن تشعر هي بك، هذا أمر كثير الحدوث بالنسبة للشباب الذين هم في مثل ظروفك وعمرك.

حاول أن تشغل وقتك بعمل جدي، واشغل وقت فراغك في ناد رياضي أو ساحة شعبية أو غيرها حتى تتاح لك الظروف الملائمة للزواج.

 

م. م. أ- الإسكندرية:

يحسن بك أن تعرض المشكلة الأولى على أحد المحامين. أما عن مشكلتك المتعلقة بتبرمك من عملك لأنه لا يحقق آمالك، ولأنه يرهقك صحيًا، فأعتقد أنه طالما أن الرضاء عن العمل هو أحد مقومات الصحة النفسية السليمة، فإن استمرارك في عمل تكرهه مضر بصحتك الجسمية والنفسية أيضًا.

ابحث وأنت تحتفظ مؤقتًا بالعمل الحالي الذي تعيش منه- عن عمل آخر ترضى عنه وحاول الاستزادة من العلم في منزلك حتى يتحقق لك عن طريقه في المستقبل عملًا يحقق لك المركز الاجتماعي والاقتصادي الذي يتلاءم مع طموحك

س. م بالإسكندرية:

من مجمل شكواك أستطيع أن أستنتج الآتي:

1- أنك تزوجت الفتاة بكامل إرادتك، وأن هذا الزواج كنت فيه الطرف الإيجابي لأنك عقدت القران عليها بالرغم من كل المعارضات التي أبداها والدك.

2- أنك على قسط من التعليم مناسب لأنك مدرس، وبالتالي تقدر الأمور وتزنها قبل إبرامها، وتعلم ما يجره الطلاق على فتاة كل ذنبها أنها تزوجت رجلًا يخضع لوالده خضوعًا تامًا، حتى ولو كان الأمر يتعلق بمستقبل أسرته.

2- أن ما يدور حول الفتاة هو مجرد شائعات، ولا أتصور أن يظلم إنسان زوجته بطلاقها لمجرد الشائعات، فمعظمها إن لم يكن جميعها مغرض لا يقوم على أساس صحيح.

وأرى أن تعرف مصدر هذه الشائعات، والغرض منها ثم تقضي عليها متى أبنت كذبها حتى تستقر نفسيًا، ثم واجه والدك بأنك تتمسك بزوجتك، وأنه لا مانع لديك من مساعدته ماديًا إذا كان لديك فائض وإذا كانت معارضته في زواجك من الفتاة تقوم على هذا السبب!.

و. رزق الله- بالإسكندرية:

ذكرت في خطابك أنك مصاب بالأرق، وأنك تعوض سهر الليل بالنوم في النهار كما أنك تشعر بانحلال في المفاصل، والعمود الفقري، وبعض أعضاء الجسم.

قد تكون هذه كلها أعراض لمرض جسمي، لذلك استشر أحد أطباء الأمراض الباطنية، فلم يتضمن خطابك أنك عرضت نفسك ولو مرة واحدة طوال السبع سنوات الماضية التي تعاني فيها من هذه الأعراض على طبيب.

– نُشر أولًا بموقع حياتك.

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *