إذا لم تكن تستمتع بعملك؛ فابحث عن السبب في هذه الميادين الخمسة
إذا كنت تستمتع بعملك فلا شك أنك ستنعم بصحة أطيب وستعمر زمنًا أطول..
فالضيق بالعمل يولد القلق، ويملأ الحياة بالمنغصات ويبعث الملل والسأم، لا من العمل وحسب بل من الساعات التي تقضيها بعيدًا عن العمل أيضًا!
ولعل أكثر الناس يستمتعون بأكثر جوانب عملهم، أي أنهم يجدون لذة في أداء أعمالهم فيما عدا مسألة أو مسألتين تثقلان على أنفسهم بحكم طباعهم المختلفة فإذا تسنى لهم أن يتغلبوا على الجوانب التي تثقل عليهم، فسوف يصبح استمتاعهم الكامل في أداء عملهم شيئًا ممكنًا حقًا.
أعرف صديقًا من الممكن أن يستمتع بعمله استمتاعًا كاملًا لولا أن عمله يحتم عليه أن يخطب في عدد كبير من الناس في مناسبات متعددة! فهو يكره إعداد الخطب، ويرى أنه ليس بارعًا في الخطابة وهو يعمل الآن جاهدًا لتحسين مقدرته الخطابية، وعندما ينجح في ذلك فإنه سيستمتع بعمله كاملًا بعد أن تغلب على ما يثقل عليه.
وكذلك قد تحب ربة البيت عملها وتستمتع به فيما عدا غسل الملابس، وإعداد الطعام، وغسل الصحاف.. فلو اقتنت الآلات التي تقوم عنها بهذه الأعباء فلا شك أنها ستنقلب راضية سعيدة.
أما إذا كنت تضيق بعملك كله ولا تدري السبب، فلعلك تقف على هذا السبب في أحد الميادين الخمسة التالية:
- كيف حال صحتك؟
إذا لم تكن متمتعًا بالصحة الجيدة، فمن الصعب جدًّا أن تستمتع بعملك. وقد لا تعرف أن بصحتك نقصًا إلا حين تستشير طبيبًا.. فلعل مرد هذا النقص إلى الإفراط في الطعام أو الشراب أو الامتثال للقلق، أو الامتناع عن الرياضة، أو شدة الإجهاد، أو قلة النوم، أو إدمان المنبهات أو الملينات أو غيرها، ويكون نقص الصحة عندئذ خفيًّا غير ظاهر، ولكنه يؤثر تأثيرًا كبيرًا في مزاجنا وفي نظرتنا إلى الأشياء. فلكي نستمتع إذن بعملنا -بل بحياتنا- يجب أن تكون صحتنا على ما يرام، ويجب فوق هذا أن نعتاد العادات التي تضمن لنا بقاء صحتنا على ما يرام.
- هل أنت على وفاق مع زملائك؟
لا يخلو عمل من أشخاص يتحتم علينا أن نعمل معهم برغم ما نحمله لهم من نفور. وفي أكثر الأحيان يكون هذا هو الباعث على استيائنا من العمل دون أن ندري.
فإذا أردنا أن نستمتع بعملنا؛ وجب علينا أن نبذل جهدًا صادقًا لنتعرف إلى من نعمل معهم، ونتبين ما يضايقنا في بعضهم، ثم نفعل شيئًا لإعادة المياه إلى مجاريها.
وغالبًا ما يسفر تحليل العوامل التي تسبب لنا الضيق والضجر من الزملاء عن أن العلاج يكمن في ذات أنفسنا. ومن المحتمل ألا نستطيع أن نغير شيئًا من طباع الزميل الذي يكثر من الثرثرة، أو الذي يحب فتح النوافذ على مصاريعها، أو الذي يبالغ في رفع الكلفة، أو الذي تعود أن يبلل شفتيه دائمًا! ولكن من المؤكد أننا نستطيع أن نرفض السماح لهذه الأشياء بأن تعكر صفونا.
هذا برغم أنه في إمكاننا دائمًا أن نتخذ إجراءً حاسمًا يضع حدًّا لمشكلة مزمنة. فإذا كان زميل يكثر من الإهانة أو الإساءة، فربما كانت الصراحة كفيلة بوقفه عند حده. والأرجح أن أي إجراء تتخذه مع الزميل أفضل من أن تسمح لنزعته الشاذة بأن تفسد عليك استمتاعك الكامل بعملك.
- كيف يعاملك رئيسك؟
وغني عن القول أن استمتاعك بالعمل لا يتأتى إلا إذا كنت على وفاق مع رئيسك. وغالبًا ما يصبح الرؤساء بمرور الأعوام وازدياد الألفة، ألطف عشرة، وأكثر إنسانية.
قد يكون بين رئيسك وبين الكمال أشواط بعيدة، ولكن عليك أنت أن تعرف كيف تتفاهم معه، وليس العكس هو الصحيح! ويتسنى لك ذلك إذا أوليت دراسته جانبًا من اهتمامك.
فإذا كان من الطراز البسيط وأنت من الطراز المتعنت، فمن المحتمل أن يصطدم كل منكما بالآخر.. أما إذا كان هو يميل إلى الفظاظة، وأنت شديد التسامح فأنت جدير بأن تفقد احترامك له!
ولما كان عبء التوافق مع الرئيس يقع على عاتقك أنت، فإنك متى أدركت الدوافع التي تحفز تصرفاته نحوك، كنت أقدر على أن تتكيف له.
فلعل له رئيسًا أعلى منه عنيدًا شديد المراس، يقبض على عنقه بيد من حديد! أو لعله لا يكون متمتعًا بصحة جيدة، أو بحياة عائلية راضية.. فإذا عرفت ما يقض مضجعه، وينغص حياته، وأبديت حياله الفهم والتقدير، أدهشتك سرعة استجابته لهذا الموقف الجديد الذي تقفه منه.
وعلى أي حال فإن أفضل طريقة للتخلص من متاعب الرئاسة التي لا نهاية لها هي أن تصبح أنت رئيسًا!.. فاجعل هذه الغاية نصب عينيك.
- هل لك هواية تشغل فراغك؟
إن الهواية إما أن تكون ملاذًا من الفراغ أو إجراءً مضادًا للمضايقات التي أو يلاقيها المرء في عمل لا يسره، ولا يمتعه.. ولكنه لا ينبغي قط أن تكون الهواية وسيلة للهروب من المشكلات وتركها معلقة بغير حل.
وخير الهوايات ما كان متنفسًا إنشائيًّا للرغبات المكبوتة، ووسيلة لتنمية المواهب الإبداعية التي لعلك لا تستخدمها في عملك الأصلي! فالهواية في هذه الحالة خليقة بأن تجدد نشاطك وتزيد حيويتك، وتجعلك أقدر على الاستماع بعملك الذي تعول عليه في حياتك.
وكثيرون هم الذين كان للهواية شأن كبير في تحسين مراكزهم العملية ورفع مستوى حياتهم.
- هل أنت سعيد في حياتك العائلية؟
ولعلك تعرف أشخاصًا ليسوا سعداء برغم أن أعمالهم تسير على ما يرام، وليس فيها ما يستوجب الضيق أو الضجر.
والأرجح حينئذ أن يكون السبب كامنًا في حياتهم العائلية!
فتوفر الحياة المنزلية الهانئة مطلب أساسي لكل من يريد أن يستمتع بعمله.. ذلك أن الهموم التي تبعثها الحياة العائلية، خليقة بأن تحد من متعة العمل مهما يكن ممتعًا!
ولا شك أن كل مجهود يبذله المرء في سبيل رد السعادة والهناء إلى حياته العائلية لا يمتع المرء بعمله وحسب، بل هو جدير بأن يمتع حياته جميعًا.
-عن مجلة (كورونت)
الخلق القويم
(إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث. ولا تحسسوا (التحسس: الاستماع لحديث الناس)، ولا تجسسوا (التجسس: البحث عن عيوب الناس)، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا).
حديث شريف
لا تعليق