للسيدة مارجوري ويلسون

مؤلفة كتاب (كيف تكسب زوجتك)

أغلب الرجال في نظرتهم إلى المرأة يميزون بين أنواع ثلاثة من النساء: فهناك الغانية، والأم، والصديقة.

فمن هي الغانية؟..

إنها تلك الحورية الجميلة ذات الرداء الأنيق، والجاذبية الآسرة.. طلباتها يجب أن تجاب ورغبتها أمر منزل. وهي غالبًا أنانية مفرطة في أنانيتها، جل اهتمامها أن تحصل على ما تريد، ولا تعرف إلا القسوة والتعذيب بلا عاطفة أو قلب عطوف.

وهناك المرأة الأم: هذه الأنثى الطيبة التي تحب بيتها، وتقدس أولادها وزوجها، إنها (ست بيت) تكد وتكدح في أرجاء البيت لا يستقر بها مكان، ولا تكف عن أعمال المنزل التي لا تنتهي.

أما المرأة الصديقة أو الأخت فهي رفيقة المرح التي تقاسم زوجها أرباحه وخسائره. فإنها من النوع القوي الذي يقف إلى جوار رفيقه يشجعه ويحمسه ويبث فيه الإقدام.

لكن ترى أي هذه الأنواع الثلاثة من النساء أحب إلى قلب الرجل؟!

الجواب: لا أحد!

فالغانية قاسية القلب سطحية المشاعر. والأم تبذل نفسها مضحية بجمالها وشبابها من أجل هناء أسرتها. والصديقة قد يحبها الرجل ويسر برفقتها، ولكنه- للأسف- لا يتزوجها!

أنجح الزوجات من اجتمعت لها خصال الغانية الفاتنة، والأم الرؤوم، والصديقة المخلصة

إن واحدة من هذه الأنواع الثلاثة لا يحتاجه الرجل، لأنه يحتاج إليهن جميعًا..!

والزوجة الناجحة التي يسعد زوجها بالبقاء معها، هي وحدها هي تلك التي اجتمعت لها خصال الغانية الفاتنة، والأم الرؤوم، والصديقة المخلصة… فهي تفي بكل ما يحتاج إليه وما يرغب فيه، وبذلك لا يتحول عنها إلى سواها أبدًا، ويظل على حبه المتجدد لها إلى ما لا نهاية.

والذي لا شك فيه أن الرجل يهفو دوامًا إلى الحب، ويتعطش دوامًا إلى الجمال، ويعجب دوامًا بست البيت الكاملة التي تخلق من المنزل جنة وارفة. بيد أن المرأة التي تتميز بواحدة فقط من هذه الخصال نادرًا ما تستقر في قلبه. والمرأة الحكيمة تدرك مقدار ما يجده زوجها من سعادة في بسمة جميلة، أو عطف محبب أو إطراء رقيق على قدرته أو مظهره أو حسن تقديره للأمور.

الغانية تنفذ إلى قلبه

وليس هناك ثمة مخلوق لا تنفذ إلى قلبه صور الجمال والعاطفة، تلك التي تفلح الغانية في بعثها في قلوب الرجال. فلماذا لا تبعثينها يا سيدتي في قلب زوجك؟! إن النظرات الناعمة، والاهتمام بملابسك، وقطرات من عطر شذي جذاب، وصوت متكسر يفيض بالرقة… كلها أشياء كفيلة ببعث المتعة في نفسه. ولعلها أبعد أثرًا من أكلة متقنة بذلت فيها جهدك، أو بيت منظم عانيت في ترتيبه طيلة يومك.

ولكن حاذري يا سيدتي من الإفراط في التزين والتجمل حتى تتناسي كل شيء عدا نفسك، وتستغرقك اهتماماتك الشخصية فلا تفكرين إلا في مظهرك ونجاحك الشخصي، فإن ذلك، وإن كان يجذب إليك أنظار الرجال إلا أنهم سرعان ما يسأمونك، ويخلفونك وراء ظهورهم.. وعندما تجدين نفسك وحيدة إلا من مساحيق التجميل، سوف تشعرين بمبلغ ما حاق بك من خسران!

ومثل هذا النوع من النساء لا يبقي على الصداقة طويلًا. ذلك لأنهن يأخذن فقط ولا يعطين، فتنتفي علاقة التبادل الواجب قيامها مع قيام الصداقة أو الحب. وتنسى الواحدة منهن تلك القاعدة الذهبية التي تقول إننا لا نأخذ إلا بقدر ما نعطي ولن نتوقع فائدة قط بدون إعطاء… بيد أنهن يغفلن أو يتغافلن!

ومخطئة تلك المرأة التي تتصور أنها تستطيع أن تسعد بانطوائها على نفسها. إن ذلك يحرمها من القدرة على الامتداد خارج ذاتها ويعطل فيها التعاطف على الآخرين. والجمال وحده لا يكفي. فالمرأة الناجحة لا تعتمد على جمالها وحسب، ولا على مفاتنها الجسدية فحسب، وإنما تقرن ذلك بموهبة الفهم الواعي الناضج والعطف الشفيق.

(ست البيت)… تصنع العش الهادئ

ولو أنك سألت شابًا عن رأيه في (ست البيت) الممتازة لأجابك وهو يمتعض إنها آخر من تثير في نفسه الاهتمام! ولكن هذا الرأي سرعان ما يتلاشى إزاء فتاة ماهرة تستطيع أن تثير في فتاها الحنين إلى العش المرتب الهادئ. فسرعان ما يسلم القيادة لها…

ولا شك أن ما يثير نقمة الرجل على المرأة التي لا هم لها سوى (شغل البيت) هو تناسيها لحق زوجها في أن يقع بصره عليها جميلة متأنقة، لا كريهة الهيئة تفوح منها روائح المطبخ!

والرجل الذي يصرح لك دائمًا بكراهيته للفتاة التي تدس أنفها في شئونه إنما يخدع نفسه. فهذا النوع من الرجال غالبًا ما يتزوج من فتاة عطوف تهتم دائمًا بصحته، وتبحث عن أسلم الطرق لتوفير ماله. وقد ينكر ذلك بشدة، ولكن نظرة واحدة إلى الفتاة التي يتزوجها كافية لكي تسلمي بما أقول. إن الرجل قد يؤخذ بالغانية فيبذل لها آلاف الوعود بالزواج، ولكن نادرًا ما يتزوجها. وإنما هو في غالب الأحيان يتزوج من تلك التي يشعر أنها حرية بأن تدرك أعمق احتياجاته.

الصديقة تشعره بالرفقة

بقي أن نتحدث عن المرأة الصديقة. فلكي تكتسبي خصالها يا سيدتي عليك بتفهم طباع زوجك. اعرفي متى يحن للقراءة، ومتى يميل للنزهة. انتقى له (الفيلم) الذي تعرفين أنه يروقه، والكتاب الذي يمتعه كوني رفيقته التي تشعره دائمًا بصحبتها، الأمر الذي تفشل الغانية عادة في تحقيقه!

ولكن الرجل عندما يجد رفيقته وقد أصبحت عبدًا ذلولًا يلبي كل مطالبه، ويجعل من مجرد إشاراته أمرًا واجب التنفيذ، سرعان ما يسأمها ويملها… ذلك أن الرجل يحن أحيانًا إلى المعارضة، ويكره الحياة التي تمضي مستقرة على الدوام، فيدفعه هذا إلى التخلي عن رفيقته والارتماء في أحضان الغانية، وهي كفيلة بقلب رأسه، وإضاعة وقته، وتبديد نشاطه.

فلا تأخذي أيتها القارئة العزيزة دور الصديقة فحسب بل اجعلي من نفسك الأم والعشيقة، والصديقة في آن واحد، واعلمي أن الرجل كائن معقد، واحتياجاته أشد منه تعقيدًا.

فإذا ما وجدت أن زوجك يجد فيك إلهامًا لروحه، وإلهابًا لعاطفته، وإشباعًا لجسده، فاعلمي أنك أسعد الزوجات.. وأنك الصورة السوية للزوجة المثالية.

 

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *