دكتورة منيرة الغزاوي

أخصائية أمراض الأطفال

صحة الطفل في السنة الأولى من عمره تتوقف إلى حد كبير على صحة الأم وغذائها مدة الحمل والرضاعة.

وخير غذاء للطفل الرضيع هو لبن أمه، فهو في تركيبه أنسب للطفل من لبن الحيوان، كما أنه أسهل هضمًا ويخرج من الثدي نظيفًا خاليًا من الجراثيم. وقد أثبتت الإحصاءات أن نسبة الوفيات بين الأطفال الذين يتغذون صناعيًّا خلال العام الأول من عمرهم تبلغ ثلاثة أضعاف نسبة الذين يتغذون بلبن أمهاتهم!

وبرغم أن هناك ألبانًا صناعية مناسبة من الناحية الغذائية للطفل، إلا أن الخطر يكمن في طريقة تحضيرها؛ إذ قد تتعرض للتلوث بالجراثيم.

هذا فضلًا عن أن اللبن الصناعي وإن كان يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة للجسم إلا أنه يفتقر في مادة الحديد، وفي فيتامين (ج) ولذا يجب أن يعطى الطفل عصير البرتقال، أو الطماطم أو العنب في الشهور الأولى من عمره، لتزويده بفيتامين (ج)، وأن يعطى (شوربة) الخضر ابتداء من الشهر الرابع لاحتوائها على الحديد، بسبب نفاذ الحديد المخزون في كبد الطفل منذ كان جنينًا في بطن أمه.

ومن أهم أعراض سوء التغذية في الأطفال، إصابتهم بالهزال، وبنقص النمو، وتعرضهم للأمراض المختلفة التي أهمها الكساح، وتسوس الأسنان، والإسقربوط… وسنتحدث هنا بإيجاز عن كل من هذه الأمراض.

طفلك ثروة -أيتها الأم- فأحسني رعايتها

الإسقربوط:

مرض يصيب الأوعية الدموية والعظام، وينشأ عن نقص فيتامين (ج) في الغذاء، وأغلب طعام الطفل المكون من اللبن والحبوب لا يحتوي على هذا الفيتامين، ولكنه موجود بكثرة في عصير الفاكهة وخصوصًا البرتقال والطماطم.

وتبدأ أعراض المرض عادة بحرقان وآلام الساقين، بحيث يبكي الطفل عند لمسهما، مع ظهور بقع زرقاء على الساقين في أعلى الكعب وحول الركبتين، كما تضخم اللثة ويصير لونها أرجوانيًّا وقد تدمي، ويفقد الطفل شهيته، ويقل نومه، ويخف وزنه.

ولعلاج هذا المرض يضاف عصير الفاكهة اللبن، وخاصة عصير البرتقال، فيعطى الطفل ملء معلقة صغيرة خمس مرات يوميًّا قبل الأكل بساعة.

وعند تحسن الأعراض يقلل العصير تدريجيًّا.. كما يوجد فيتامين (ج) على هيئة أقراص، أو نفط (Cecon) خاصة بالأطفال تعطى للعلاج والوقاية.. ويشفي المرض بالعلاج شفاءً تامًا.

تسوس الأسنان:

يساعد على الإصابة بهذا المرض أكل الحلوى، وعدم العناية بغسل الأسنان، مما يسبب تخمر بقايا المواد الغذائية بالميكروبات الموجودة في الفم. ويعتقد البعض أن السبب المباشر في تسوس الأسنان هو نقص في تكوين الأسنان منذ كان الطفل جنينًا في بطن أمه بسبب نقص فيتامين (د)، والكالسيوم في غذاء الأم أثناء الحمل والإرضاع.

وللوقاية يجب أن يحتوي غذاء الأطفال على كميات كافية من عصير البرتقال، وزيت كبد الحوت، والعناية بنظافة أسنانهم. كما تجب العناية بتغذية الحوامل والمرضعات بكمية كافية من اللبن، والجبن، لتزويدهن بالكالسيوم، والفوسفور، والبروتينات، ويجب تكملة هذا الغذاء بإعطائهن ملعقة صغيرة من زيت السمك لتزويدهن بفيتامين (أ) وفيتامين (د) أو بإعطائهن مستحضراتهما وذلك زيادة على غذائهن العادي أثناء الحمل.

الكساح:

مرض يصيب الأطفال من سن 6 شهور إلى 18 شهرًا، ويؤدي إلى لين العظام بحيث تنثنيبسهولة. وسببه هو نقص فيتامين (د) وأشعة الشمس. ويظهر المرض عادة في الشتاء حينما تكون أشعة الشمس ضعيفة، وقد يظهر في الأطفال الرضع، وأغلب ظهوره في الأطفال الذين يتغذون صناعيًّا.

وأهم أعراض هذا المرض تأخر ظهور الأسنان، وتأخر المشي، وكبر حجم الرأس بسبب تأخير التئام اليافوخ، وبروز الجبهة، وحبات في الصدر عند اتصال الضلوع بالغضاريف وهي تشبه حبات المسبحة، وكبر حجم البطن بسبب ارتخاء عضلاتها، وتضخم أطراف عظام الساقين، وفي الحالات الشديدة قد يحدث تشوه في شكل الصدر فيصير بارزًا من الأمام كصدر الحمامة، أو يحدث التواء في عظام الساقين.

وللوقاية من هذا المرض يجب أن يعطى الطفل مع اللبن مستحضرات فيتامين (د) (600.000 وحدة) حقنة في العضل مرة كل 15 يومًا، أو زيت السمك ابتداء من الأسبوع الثالث بمقدار ملعقة صغيرة يوميًّا في أول الأمر، ثم تزداد تدريجيًّا في خلال الأسابيع التالية حتى تصل إلى ثلاث ملاعق، ويعطي زيت السمك مع الوجبات أو فيما بينها. ويعالج المرض بإعطاء الطفل الكالسيوم وفيتامين (د) مع تعرضه للأشعة فوق البنفسجية.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *