في حين أن علم النفس يأخذ صفة العلمية نظرًا لاستخدامه أساليب البحث العلمي لتطوير نظريات حول كيفية تفكير البشر وسلوكهم. فيعمل الأخصائيون النفسيون في مختلف البيئات وباستخدام تقنيات ومجموعات مختلفة من العملاء من أجل تطوير معارفهم وتطبيقها لمساعدة الناس بطرق عدة. لذلك يغطي علم النفس، بنطاقه الواسع، مجموعة واسعة من التجارب الإنسانية، مثل التعلم والذاكرة، والإحساس والإدراك، والدوافع والعاطفة، والتفكير واللغة، والشخصية والسلوك الاجتماعي، والذكاء، ونمو الطفل، والأمراض العقلية، وغيرها.

أي أن الغرض الرئيسي لعلماء النفس هو «فهم السلوك» عبر مجموعة من وجهات النظر المختلفة. ويرتكز كل منظور نفسي على مجموعة مشتركة من الافتراضات حول ما هو مهم لدراسته وكيفية دراسته. بعض علماء النفس يجرون دراسات بيولوجية مفصلة للدماغ باستخدام مجموعة من الأدوات والتقنيات المعاصرة، بينما يستكشف آخرون كيفية معالجتنا للمعلومات، وينظر آخرون إلى السلوك البشري من منظور التطور، بينما يدرس آخرون تأثير الثقافة والمجتمع على كيفية تصرفنا وتفكيرنا. وبالتالي، فإن التخصصات المختلفة لعلم النفس واسعة النطاق للغاية، ويمكن لنظرة افقية عامة عن هذه التخصصات أن تعطيك فكرة جيدة عن ماهية علم النفس، ربما اخذت طريق التعلم العميق في أحد فروعه.

في هذا الإطار، يأتي كتاب «مقدمة شاملة في علم النفس» ضمن إصدارات مشروع العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي تبادر به دار عالم الأدب. بلا شك قد نشرنا عددًا كبيرًا من الكتب التي تنتمي لهذا الحقل من قبل، لكن هذه المجموعة تم اختيارها بعناية؛ لتكون مداخل أولية، ومداخل متوسطة للمهتمين بهذه العلوم، وهي مداخل يتم تدريسها بالفعل، وبالتالي فهي مختارة ومجربة بعناية.