دليل المبتدئين الشامل إلى الفلسفة والتفلسف

لا هذا، ولا ذاك، ولا ذاك. لقد اعتقد الفيلسوف القديم سقراط (من القرن الخامس قبل الميلاد) أنه في الأسئلة الكبرى، نبدأ كلنا مبتدئين، ولكن لو أدركنا بتواضع مدى ضآلة ما نعرفه فعلًا، فحينها يمكننا حقًا أن نبدأ في التعلم.

كلمة فلسفة تعني فقط (حب الحكمة). من السهل فهم هذا المعنى حين تستوعب أن الحب التزام، والحكمة هي مجرد استبصار في الحياة. الفلسفة إذًا -في أحسن أحوالها- هي التزام شغوف بتتبع واحتضان أكثر الحقائق أساسية وأكثر الرؤى استبصارًا في الحياة. غالبًا ما تتعامل الأسئلة الفلسفية مع قضايا خطيرة، لكننا لسنا بحاجة إلى الإيغال في القتامة في منهاجنا. في الواقع، يمكننا الاستمتاع بالتفكر في الأشياء المهمة.

بقدر ما كنا نأخذ من حياة الفلاسفة العظماء على مر القرون السابقة. غالبًا ما توفر الحكايات الشخصية عبر هذا العالم دفعة الخيال المناسبة، اللازمة لمساعدة فلاسفة أول يوم على رؤية أهمية سؤال فلسفي معين عن الحياة، وحتى إلقاء نظرة على أحسن طريق نحو حله. يسعى أعظم الفلاسفة دومًا إلى فهم الحياة. يريدون تحصيل أعمق منظور ممكن عن هذا العالم وعن أي عالم آخر قد يكون موجودًا. لا يأخذون أي شيء مسلّمًا مفروغًا منه، ولكن يسائلون ويختبرون بحثًا عن التنور، والاستبصار، وما يسميه البعض الاستنارة. نريد جميعًا أن نفهم السياق الذي فيه نعيش، ونتحرك، ونتواجد. وتحصيل بداية جيدة على الأقل صوب ذاك الهدف هو الغرض المتواضع من هذا الكتاب.

في هذا الإطار، يأتي الكتاب (دليل المبتدئين الشامل إلى الفلسفة والتفلسف) ضمن إصدارات مشروع العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي تبادر به دار عالم الأدب. بلا شك قد نشرنا عددًا كبيرًا من الكتب التي تنتمي لهذا الحقل من قبل، لكن هذه المجموعة تم اختيارها بعناية؛ لتكون مداخل أولية، ومداخل متوسطة للمهتمين بهذه العلوم، وهي مداخل يتم تدريسها بالفعل، وبالتالي فهي مختارة ومجربة بعناية.