“علم أصول الدين أشرف العلوم؛ إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع؛ ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين الفقه الأكبر، وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها و معبودها وفاطرها، بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه، ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه.”

وعليه، فهذا كتاب «موجز العقيدة الإسلامية»، أول كتاب من سلسلة كتب: (البداية)، التي تختص ببيان ما لا يسع المسلم جهله، وتصلح في الوقت نفسه كمرحلة أولى للمبتدئين في العلوم الإسلامية .

اعتنيتُ فيه بمباحث أصول الدين، المبينة لأدلة وجود الله وضرورة الرسالة، ثم مباحث الإيمان بالله وأقسام التوحيد الثلاثة، ثم بقية أركان الإيمان، ثم ستة أصول كبرى من أصول السنة والاعتقاد التي قررها علماء أهل السنة والجماعة.

وأرجو أن نكون بهذا قد وُفقت في صياغة كتاب متكامل يغطي محاور هذا العلم بما يتناسب مع اكتفاء المبتدئ وابتداء المتدرج في التعلم، والكتاب مدين لمصادره الأساسية المذكورة في خاتمته فليس لي من عمل إلا إضافات يسيرة مدمجة في الفصول التي اخترتها من هذه المصادر وألفت بينها بما يلبي حاجة القارئ ولم أجده مجموعًا بهذا الشكل في كتاب مفرد.

أحمد سالم