مثارات الغلط عند الغلاة في تضليل العلماء: الإمام النووي أنموذجًا

355,00 ج.م

للعلماء في الإسلام أقدارا محفوظة، ودرجات مخصوصة، حتى إن دواب الأرض لتستغفر لهم؛ فرحًا بآثارهم، وملائكة السماء تضع أجنحتها لهم؛ رضًا بفعالهم، كيف لا وهم المبلغون عن رب العالمين شريعته، والموقعون نيابة عنه حكومته، وهم الحجة بينه وبين خليقته.

إلا إنه قد نبتت طائفة لم تُحكم العلم، ولا تربوا على عالم يغترفون من معينه الأدب مع ذوي الفضل، فشذوا عما درج عليه العلماء وراحوا يكفرون جمعًا من أهل العلم تارة، ويضللونهم  تارة ويبدّعونهم أخرى، بدعوى وقوعهم في بعض الأخطاء أو تسببهم ببعض البدع. وإنما أوتوا من قبل جهلهم وجعلِهم الكتب شيوخهم، فقرءوا كلام السلف بلا شيخ يبين لهم مجمله ويرد عامه على مخصوصه ويجمع لهم كلام السلف في الباب الواحد، فأفضت بهم قراءتهم إلى أن ضلوا وأضلوا، وورَّثوا الشباب تلك الآفة، أعني التجرؤ على الطعن في العلماء والأئمة. وكان ممن نال حظًا وافرًا من الطعن والإساءة الإمام الرباني أبا زكريا النووي رحمهُ اللهُ.

ولما كان الأمر قد استفحل، وفُتن فيه شباب صغار كانت أول صلتهم بالعلم التطاول على العلماء الذين نقلوا إليهم هذا العلم، رأيت من واجبي تجاه العلم وأهله أن أذب عن أعراض العلماء وأذكر بعض مثارات الغلط التي أوقعت هؤلاء في الطعن في العلماء، وهي تصلح أيضا أن تكون قواعد منهجية في التعامل مع كل عالم وقع في بدعة أو جانَب الصواب في مسائل عقدية أو عملية، تلك القواعد التي لما غابت عن الشباب راجت عليهم شبهات الطاعنين في العلماء.

السؤال الذي يسعى هذا البحث للإجابة عنه الذي يحوم حوله الغلاة في تكفيرهم العلماء هو:

ما وجه التفريق بين الجهمية المتقدمين الذين كفرهم السلف، وبين المتأخرين الذين وافقوهم في بعض الأقوال؟

وأخيرًا فإني أوصي قارئ هذا البحث، وبخاصة الفصل الأول، أن يأتي على مباحث هذا الفصل جميعها، فإن هذه المثارات يكمل بعضها بعضا ويقود بعضها إلى بعض، فربما ثار في ذهن القارئ تساؤل وهو يقرأ مبحثًا، ولعل إجابة إشكاله في المباحث التالية.

الحالةغير متوفر في المخزون

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مثارات الغلط عند الغلاة في تضليل العلماء: الإمام النووي أنموذجًا”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “مثارات الغلط عند الغلاة في تضليل العلماء: الإمام النووي أنموذجًا”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *