فبفضل التطورات الثورية في أبحاث الخلايا الجذعية يستطيع العلماء زراعة العديد من الأعضاء (ولكن ذات حجم أصغر) في المعمل مثل: الأمعاء الدقيقة أو الكبد أو البنكرياس أو الرئتين ويتم هذا حاليًّا باستخدام الخلايا الجذعية متعددة القدرات pluripotent stem cell (pluri= many & potent= power or capacity ) (حيث تتميز الخلايا الجذعية بأنها غير متمايزة undifferentiated أي ليس لها شكل محدد أو وظيفة محددة، وأنها تستطيع الانقسام باستمرار self-renewal مما يمكن إنماؤها في المعمل والحصول على الأعضاء المختلفة ويمكن الحصول عليها من الخلايا الجنينية أو من الخلايا الجسدية في جسم الإنسان، والخلايا الجذعية متعددة القدرات pluripotent stem cell يمكن الحصول عليها من الخلايا الجنينية في المراحل الأولى من طبقات ectoderm& &mesoderm endoderm حيث يمكنها التمايز إلى جميع أنسجة الجسم من خلايا الجلد أو خلايا الكبد أو خلايا العظام والغضاريف وغيرها، ولكنها لا تتمايز إلى الخلايا الجنينية كالزيجوت أو المشيمة)
ولكن المميز في بحث جامعة أوترخت أن العلماء استخدموا الخلايا الجذعية البالغةadult stem cell مباشرة من المريض للحصول على الكلى الصغيرة، وهي تعرف أيضا بالخلايا الجذعية الجسدية somatic stem cell (حيث إن هذه الخلايا غير المتمايزة موجودة في كل أعضاء الجسم بجانب الخلايا المتمايزة للعضو للانقسام وتعويض التالف من أنسجة الجسم عند حدوث إصابة مثلًا) فضلًا عن استخدامهم للخلايا البولية فقد أثبتت جدارتها، وأنها مثالية للحصول على هذه الكلى الصغير، ومما يعني دراسة الأمراض الكلوية النادرة عن كثب الأمر الذي لم تستطع خلايا متعددة القدرات فعله بالإضافة إلى تقليل استخدام تقنية biopsy (إبرة تستخدم للحصول على نسيج من الكلية في جسد الإنسان وتسبب ألمًا عند إدخالها لجسد المريض للحصول على النسيج)
إن الكلى الصغيرة والمصنعة في المعمل لا تشبه الكلية العادية في جسد الإنسان غير أنها تتشارك معها في العديد من الخصائص من حيث تركيب الخلية البسيط؛ مما يمكن الباحثون من استخدامها كنموذج model دراسة بعض أمراض الكلى مثل :أمراض الكلى الوراثية والفشل الكلوي والالتهابات أو السرطان الكلوي، وهذا يتيح للعلماء الفرصة لدراسة التغيرات التي تحدثها تلك الأمراض في الكلية وتؤثر على عملها بشكل مفصل، وقد عبر عن ذلك هانز كلفرز Hans clevers أستاذ الجينات الجزيئية في جامعة أوترخت، وفي المركز الطبي الجامعي، وقائد هذه المجموعة البحثية “هذا يساعدنا على فهم طريقة عمل الكلية السليمة بشكل أفضل، ونأمل في المستقبل أن نكون قادرين على تطوير علاجات جديدة لأمراض الكلى”
وقد أضافت بروفيسور ماريان فيرهار Marianne verhaar أستاذ أمراض الكلى التجريبية في المركز الطبي الجامعي لأوترخت وأحد المشاركين في هذا البحث ” قد يتعرض مرضى الكلى الذين يخضعون لعملية زرع الكلى لخطر الإصابة بعدوى فيروسية (مثل فيروس BK ) ولسوء الحظ لا يوجد علاج فعال لهذا حتى الآن إلا أنه يمكننا استخدام نسيج من هذه الكلى المصابة وزرعها في المعمل باستخدام تقنيتنا والحصول على هذه الكلى الصغيرة وإصابتها بالفيروس ودراستها وإيجاد العلاج المناسب وليس هذا فحسب بل يمكننا إنتاج هذه الكلى الصغيرة من أنسجة مريض مصاب بسرطان الكلى لدراسة هذا النوع من السرطانات عن كثب”
وأوضحت ماريان أنها تتعاون مع الباحثين، والمسعفين، والخبراء التقنيين في مكان واحد في أوترخت في مركز الطب التجددي في أوترخت ” لقد أحدث هذا التعاون فارقًا كبيرًا في بحثنا، ونأمل أن نتمكن معا لتحسين علاجات لمرضى الكلى على المدى الطويل، ونأمل من استخدام الكلى المصغرة للحصول على كلية حقيقية وتقوم بنفس وظائفها وطريقة عملها ومصممة خصيصًا للعلاج بديلًا عن الأدوية وتقنيات العلاج الحالية، ولكن الطريق لا يزال طويلًا أمامنا”
المصدر:
Researchers develop mini kidneys from urine cells
إعداد : آية مأمون
لا تعليق