مهما تكن سنك، تستطيع أن تتزوج وتنعم بالحب، والرفقة إذا نسيت عمرك وعرفت كيف تختار الشريك
إذن فأنت قد تجاوزت الأربعين..!
ومع ذلك فأنت وحيد، بلا زوجة، تتوق إلى الحب، وإلى رفيق يشاركك حياتك وإنك لعلى استعداد- ربما دون أن تشعر- لأن تدفع أي ثمن لكي تتزوج.. ولكنك تتساءل: هل هناك خطر من الإقدام على الزواج في سنك هذه؟
ويبدو لك أن عقبات كثيرة تعترض سبيلك، فلعلك لا تعرف واحدة تريد أن تتزوجها، أو واحدة تريد أن تشاركك حياتك! وأنت لا تعرف أي النساء تختار: واحدة في مثل سنك، أو أكبر قليلًا، أو أصغر كثيرًا؟
ثم إذا عثرت على واحدة، فكيف يكون شهر العسل بالنسبة لمن في سنك؟ وكيف تتصرف في الأيام والليالي التي تعقب الزواج مباشرة؟
بل هناك ما هو أهم من ذلك، فأنت تتساءل هل في مقدور شخص في مثل عمرك أن يهنأ بالزواج في وقت متأخر كهذا؟ وحتى إذا كان قد سبق لك الزواج فهل تراك تجرؤ على المخاطرة بالزواج مرة أخرى؟ هل تساورك الأوهام والمخاوف بعد أن عرفت مباهج الحب الفتي؟
لكي نجيبك عن هذه الأسئلة المحيرة، تعال نزور واحدًا من أشهر الخبراء في الشئون الزوجية، هو الدكتور (ليستر ديربورن) مدير مكتب الاستشارات الزوجية بجمعية الصحة الاجتماعية بولاية ماساشوستس، ونائب رئيس الاتحاد الأمريكي لخبراء الشئون الزوجية.
وقد ساهم الدكتور ديربورن في حل أصعب مشكلات الحب والزواج التي واجهها ألوف الرجال والنساء منذ إنشاء هذا المكتب في سنة 1926.. فربما هيأت لك نصيحته المعرفة والشجاعة اللازمتين للإقدام على زواج موفق بعد سن الأربعين.
أفضل الزيجات يتم بعد الأربعين
يقول الدكتور ديربورن أن عددًا كبيرًا من أفضل الزيجات يتم بعد أن يبلغ الزوج (أو الزوجة) سن الأربعين. ويبدو أن النجاح يتوفر لهذه الزيجات عندما ينسى الزوجان عمريهما تمامًا! فالسن شرط خيالي، وإذا امتنعت عن التفكير فيه، فقد لا تشعر أنك الآن أكبر مما كنت وأنت في الخامسة والعشرين، ألا تجد أنك تنفعل الآن بسرعة في بعض الأحيان كما كنت تنفعل وأنت في العشرين؟ وإنك لا تزال ساخرًا، مستهترًا، يصعب إرضاؤك، كثير الانتقاد، مندفعًا كما كنت وقتذاك؟ وإننا إذ نتقدم في العمر، تتغير أبداننا بسرعة أكبر كثيرًا من تغير أذهاننا وعواطفنا.
ولذلك فمن المجزي أن نذكر أن السن لا علاقة لها بالحب. فإن مشاعرك ورغباتك يمكن أن تكون حية فتية في الأربعين كما كانت في العشرين. بل إن علم الطب يقرر أن هذه المشاعر والرغبات تكون أقوى وأشد عند النساء في العقد الرابع من عمرهن!
وقد أثبت الدكتور ألفريد كينسي في تقريره المشهور أن المرأة تصل إلى قمة رغباتها الجنسية العاطفية فيما بين الخامسة والثلاثين، والثانية والأربعين.. وعلى الرغم من أن الرجل يبلغ هذه القمة فيما بين السادسة عشرة، والحادية والعشرين، إلا أن الهبوط يتم بعد ذلك ببطء شديد إلى حد أن كثيرًا من رغبات شبابه يظل يثيره ويحركه.
تستطيعين الزواج بعد الأربعين
ومع ذلك، فإنك تدرك، في سن الأربعين أن الفرص المتاحة أمامك للزواج تصبح ضئيلة جدًا وينطبق هذا خاصة على النساء فالمرأة في الثانية والثلاثين تكون أمامها فرصة واحدة فقط من كل ثلاث عشرة فرصة للعثور على شريك العمر!
ولكن الذي لا تستغله تلك النساء أن هناك عددًا كبيرًا أيضًا من الرجال غير المتزوجين ممن تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخامسة والستين، ولنقل أن نسبة تبلغ الثلث مثلًا من هؤلاء الرجال سيتزوجون في غضون السنوات العشر القادمة، ومن ثم فأمام النساء في العقد الرابع فرص معقولة للظفر بواحد من هؤلاء الرجال، وذلك لأسباب عديدة:
أول هذه الأسباب أنه إذا كان هناك رجل غير متزوج بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، فمن المؤكد أن هناك دافعًا قديمًا يمنعه من الزواج. فإذا لم يكن هذا الرجل في ظروف غير عادية، ولم يكن هناك عائق بدني، فالأرجح أنه يرغب في الزواج، ولكنه لم يصادف بعد الفتاة التي يعتقد أنها تصلح لأن تكون زوجته، والأغلب أن يكون ما ينشده عندئذ فتاة في مثل سنه، أو أكبر منه!
وهناك كثير من الرجال الذين تجاوزوا الخامسة والعشرين ممن يشعرون بميل كبير نحو نساء أكبر منهم في السن بكثير.. والشيء الذي يريده مثل هؤلاء الرجال هو زوجة لا تهيئ لهم الحب والزمالة فحسب، بل، زوجة تعرض لهم أيضًا (عقدة الأم).. وهناك عدد لا يحصى من الرجال الذين تجاوزوا الخامسة والعشرين ممن يبحثون- دون وعي- عن هذا النوع بالذات من الزوجات.
وإذا كانت المرأة من النوع الذي يحب السيطرة، وكان الرجل من النوع الذي يقبل الخضوع، ففي مقدورهما الإقدام على الزواج، ومثل هذه الزيجات تكون عادة موفقة إلى أبعد حدود التوفيق.
ومن الغريب أن بعض الرجال يريدون أن يخضعوا للسيطرة، وخاصة أولئك الذين كانوا يعتمدون على أمهاتهم اعتمادًا كليًا في طفولتهم ويتعلقون بهن تعلقًا شديدًا. فأولئك الرجال يبحثون على الدوام عن الطمأنينة نفسها التي كانت أمهاتهم توفرها لهم. وهذا لا يعني بالضرورة أنهم ضعفاء، فمن أنجح الرجال وأقواهم كثيرون تسيطر عليهم مثل هذه الرغبات.
ومن الطبيعي أنك إذا كنت يا سيدتي، من النوع الذي يميل للخضوع، فإنك لن تسعدي قط مع رجل لديه (عقدة الأم) ولن يسعد هو معك، لأنك تريدين النوع المسيطر… تريدين رجلًا يتولى القيادة في أي موقف، ويبعث في نفسك شعورًا بالطمأنينة والحماية.. ولكن آمالك.. في العثور على رجل من هذا النوع وأنت في مثل سنك. ليست كبيرة… فهناك عدد قليل جدًا من هذا النوع، وهم عادة يبحثون عن نساء أصغر منهم سنًا، فخير فرصة أمامك هي في الظفر برجل يكبرك بعشر سنوات على الأقل!
وقد يجد بعض الرجال في العقد الرابع زوجات محبات عاطفيات تتراوح أعمارهن بين العشرين والخامسة والثلاثين. وكثيرات من هؤلاء الفتيات، كالرجال غير المتزوجين الذين تخطوا الخامسة والعشرين، ينشدن حبًا أكثر نضجًا. وهنّ يتجهن إلى البحث عن زوج من النوع (الأبوي) لأنهن يرغبن في الأمان والزمالة.
ولعل الرجل المسيطر الذي تجاوز الأربعين هو أسعد الرجال حظًا، فأمامه أوسع مجال للاختيار إذ أنه يستطيع أن يحقق رغباته في الحب وفي السيطرة مع فتيات ونساء تتراوح أعمارهن بين بواكير الشباب والرابعة والأربعين أما إذا شاء أن يضحي ببعض هذه الراغبات الخاصة بالحب العاطفي ففي وسعه حتى أن يختار امرأة تكبره بسنوات عديدة!
فن البحث عن زوج
وإذا كنت تفكر تفكيرًا جديًا في الزواج، ولكنك لم تعثر بعد على شريكة حياتك، فارسم صورة تخطيطية للمثل الأعلى الذي تنشده. حدد الصفات الذهنية، والبدنية، والخلقية، والاجتماعية والمالية التي تنشدها.. ثم كن واقعيًا.. وابدأ في حذف بعض هذه الأشياء، فلن يجد أحد منا شخصًا مثاليًا، لذلك قرر الحد الأدنى للأشياء التي تريد توافرها في الزوجة، وحافظ عليها وتمسك بها.
ليس هناك عذر لأي رجل في عدم العثور على زوجة، إذا كان يبحث حقًا عن واحدة لأن المجتمع يبيح له هذا الحق، ولكن المرأة تصادفها عقبات كثيرة، وخاصة النساء اللاتي لا يدركن أن البحث عن شريك العمر أصبح أمرًا مقبولًا ولا اعتراض عليه.. على أنه من الواجب أن يجرى هذا البحث بصورة لائقة لا تجعلك تبدين في شكل رخيص إلى الحد الذي يؤذي كرامتك ويخدش كبرياءك. إن فن البحث عن زوج عملية دقيقة يمكن أن تدمرها الجرأة الزائدة عن الحد، فإذا استطعت أن تظفري برجلك دون أن يدرك أن الشبكة كانت ملقاة حوله، فهذه عملية صيد مقبولة ومتى قررت الظفر برجل فاستخدمي الحديث كسلاح من أمضى أسلحتك.. اسأليه عن نفسه، وعن عمله، وعن بلده، ودعيه يتحدث عن نفسه، وأصغي إليه.. فهذه قاعدة ذهبية لجذب الرجل إليك.
وإذا كانت تربطك برجل علاقة سطحية فادخلي معه في مناقشة كلما استطعت. ولكن توخي دائمًا أن يكون الحديث عنه، ولا تنسى الإشارة إلى أنه رجل مهم، ناجح.
ارسم صورة لشريكة حياتك
ومتى وجدت شريكة لحياتك وقررت أن تتزوج منها، فواجه الأمر بحماسة لا يقل عن حماستك له إذا كنت في العشرين. ابدأ فورًا في رسم صورة لحياتك الزوجية، كما لو كنت تعد مشروعًا من مشروعات أعمالك. اجرد شخصية كل منكما. تناقشا فيما تتوقعان أن يسفر عنه زواجكما، وما يتوقع كل منكما أن يبذله الآخر من أجله.. وحافظا على هذه الصورة.
والغلطة التي تقع فيها معظم النساء عند الزواج هي محاولة إقصاء الرجل بسرعة عن عالمه الخاص بالرجال، فيقطعن صلته بأصدقائه وباهتماماته الخارجية لكي يصبح معتمدًا على زوجته اعتمادًا تامًا وينبغي على الرجل أن يدرك أن زوجته تحتاج إلى مساعدة لتطوير نفسها للحياة الزوجية. وينبغي أن يدرك أن كثيرًا من النساء يعتقدن -دون وعي- أن رجالهن ليسوا إلا دمى صغيرة يحركنها، فسايرْها ولا تخرجها عن الوهم الذي لا تمله زوجة قط -وهو أنك طفل كبير! فسيكون لديك عندئذ عبد محب، وزوجة سعيدة في آن واحد معًا!
ترفق بها إذا مرضت مرضًا حقيقيًا، وعندما تتأوه بلا سبب ولا تناقشها. ولا تكثر من قولك إنها المرأة الوحيدة في دنياك. فإن الزوج الذي يسرف في إظهار حبه يبعث السأم في نفس زوجته.
لقد استمتع عدد لا يحصى من الرجال والنساء بزيجات موفقة سعيدة باتباع هذه النصائح التي وضعها الدكتور دير بورن، فلعل نصيحته تجلب لك أنت أيضًا مباهج الزواج بعد الأربعين.
لا تعليق