في دراسة جديدة أوضحت أن تناول الكثير من فيتامين د قد يسبب تأخرا وتباطؤا في ردود الفعل مما يزيد من خطورة التعرض للسقوط لدى كبار السن.
يعد فيتامين د هاما حيث يساعد على الحفاظ على صحة وبناء عظام وأسنان الإنسان؛ فبدونه لا تستطيع أجسامنا امتصاص الكالسيوم المكون الرئيسي للعظام. فضلا عن أنه يساعد في حمايتنا من أمراض السكري والسرطان كما أشارت العديد من الدراسات.
ويتم إفراز فيتامين د في أجسامنا عندما تلامس أشعة الشمس الجلد، وتعتمد كمية الفيتامين التي تفرز في أجسامنا على عوامل عديدة، منها:
- في أي فصل نحن؟ ( في الشتاء أم الصيف؟ ففي الشتاء يقل إنتاج فيتامين د أو قد ينعدم؛ بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس ووصول كميات أقل من أشعة الشمس في هذا الفصل).
- أين نعيش؟ ( بالقرب من ألاسكا أم من الخط الاستوائي؟).
- تصبغ الجلد.
ونستطيع الحصول على فيتامين د من السلمون والسردين والتونة المعلبة والمحار والروبيان، أما النباتيون فيمكنهم تناول مح البيض والمشروم والأغذية المعززة (أغذية تضاف إليها بعض العناصر والمعادن؛ حيث إنها تكون غيرغنية بها، فمثلا: يتم إضافة فيتامين د للبن، ويتم إضافة الكالسيوم للعصائر المعلبة).
فيتامين د في البالغين والكبار
من الصعب على كبار السن امتصاص فيتامين د بكميات مناسبة؛ لأنهم لا يتعرضون لأشعة الشمس بانتظام، ولهذا يلجأ البعض منهم إلى تناول المكملات الغذائية والأقراص متعددة الفيتامينات التي تحتوي على فيتامين د والتي تساعد في تقوية العظام وتحسين الذاكرة. وقد ربطت بعض الدراسات بين نقص فيتامين د لدى كبار السن وحدوث الاكتئاب وأمراض السكري والشيزوفرنيا والخرف ومرض التوحد. فكلما تقدمنا بالعمر كان من الضروري التأكد أن أجسامنا تحتوي على الكميات المناسبة من فيتامين د؛ بسبب زيادة خطورة الإصابة بالخرف وضعف الإدراك. ووفقا للمعهد الوطني الصحي National Institutes of Health (NIH)، فكمية فيتامين د المُوصَى بتناولها يوميا هي:
- للأطفال (من 0ل12 شهرا) 400 وحدة دولية.
- للأطفال (من1ل18 سنة) 800 وحدة دولية.
- للبالغين (من 18ل٧٠ سنة) 600 وحدة دولية.
- للبالغين (فوق سن السبعين عاما) 800 وحدة دولية.
- وللنساء الحوامل والمرضعات يحتجن 600 وحدة دولية.
ومثلما من الضروري تناول فيتامين د، فإن أيضا الكميات المتزايدة منه قد تشكل خطرا كبيرا؛ ففي دراسة أجريت في جامعة روتجرز الأمريكية، وجدت أن النساء المسنات السمينات اللائي تناولن أكثر من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين د عملت على تأخر رد الفعل لديهن مما قد يؤدي لزيادة خطورة التعرض للسقوط (حادثة تؤدي إلى انهيار الشخص واختلال توازنه والوقوع دون قصد علي الأرضية أو أي سطح متدن، وقد تكون الإصابات الناتجة عن السقوط مميتة أو غير مميتة وقد تسبب كسور). وقد قدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منهاCDC ، أنه من بين كل أربعة مسنين تتراوح أعمارهم بين ال 65 عاما أو أكثر هناك شخص منهم معرض للإصابة بالسقوط سنويا، بما يعادل 29 مليون حالة سقوط سنوية، منهم ثلاثة ملايين يحتاجون لزيارة غرفة الطوارئ و800 ألف حالة تحتاج للمكوث في المشفى، و28000 حالة تصاب بالوفاة.
فالإصابة بالسقوط تؤثر أيضا على ميزانية التأمين الصحي حيث تبلغ التكلفة أكثر من ٣١ بليون دولار. وحديثا، توصل علماء في جامعة روتجرز في نيو بونزويك في ولاية نيوجيرسي إلى دراسة لبيان العوامل التي تؤدي إلى التعرض للسقوط، وقد تم نشر نتائج البحث في The Journals of Gerontology: Series A.؛ حيث قاموا بتحليل تأثير فيتامين د على مجموعات ثلاث من النساء تتراوح أعمارهن من الخمسين إلى السبعين عاما كمجموعات عشوائية ومراقبة، وشملت أن:
المجموعة الأولى تناولت الكمية الموصى بها (600 وحدة دولية يوميا).
المجموعة الثانية تناولت (2000 وحدة دولية يوميا).
المجموعة الثالثة تناولت (4000 وحدة دولية يوميا).
وقد أظهرت النتائج تحسن أفضل في الذاكرة والتعليم في المجموعات التي تناولت أكثر من الكمية الموصي بها يوميا، ومع هذا فنفس المجموعة قد عانت عدة مرات من التباطؤ في رد الفعل.
وقد علق sue shapes المشرف الرئيسي علي الدراسة: “إن التباطؤ في رد الفعل قد يكون له نتائج سلبية، مثل: زيادة احتمالية خطر التعرض للسقوط والكسور.”، وأضاف أيضا: “هذا محتمل، فقد وجد الباحثون أن تناول مكملات فيتامين د التي تحتوي على 2000 وحدة دولية أو أكثر يوميا يزيد من خطورة التعرض للسقوط ومع هذا لم يفهموا السبب!”.
يعتقد sue أن نتائج فريقه التي تشير إلى أن التباطؤ في رد الفعل الذي يحدث بسبب تناول الكميات الزائدة عن الموصي بها من فيتامين د هو السبب خلف زيادة التعرض للسقوط.
ووفقا للعلماء، فإن تناول 4000 وحدة دولية من فيتامين د يوميا لصغار السن لا يسبب أي مشكلة لهم غير أنه قد يقلل قدرتهم فيما بعد وهم كبار السن على المشي والحفاظ على توازنهم وتجنب السقوط. ومع ذلك، فلا تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتوضح هل بالفعل تباطؤ رد الفعل يؤدي إلى زيادة التعرض للسقوط أم لا؟
وأيضا فحص جرعات مختلفة من فيتامين د لدى أعمار مختلفة ولدى أجناس مختلفة وعلى فترات أطول يمكن أن يكون الخطوة التالية للتحقيق في هذه المسألة.
المصدر: Why too much vitamin D can be a bad thing
إعداد: آية مأمون
لا تعليق