كتاب الشهر تلخيص الدكتور نظمي لوقا

تجاهل عمرك

للدكتور بيتر شتاينكرون

دعوى هذا الكتاب

إن سلوك المرء في الحياة هو الذي ينم عن العمر أكثر مما ينم عنه عدد سنوات الحياة..

إن سلوكك هو الذي ينم عن عمرك أكثر مما ينم عليه عدد السنوات التي قضيتها في الحياة؛ فأوصيك عند أول زيارة للطبيب، أن تقول له حين يسألك عن عمرك: (وهل هذا السؤال ضروري يا دكتور؟).

وإذا رأيته يعجب لقولك الذي لم يسمع مثله من قبل، تبال، وأعد عليه سؤالك؛ فإن كان واسع الأفق فلا أظنه إلا سيفكر في الأمر مليًا، ويرى لسؤالك وجاهته!.

إننا معشر الأطباء ربما كنا مسئولين عن تكوين عقدة السن في أبناء المجتمع العصري أكثر من سوانا من فئات مندوبي شركات التأمين، ومديري المدارس، وغيرهم ممن يسألون الناس دوامًا عن أعمارهم، ويجعلون لذلك أهمية في تقديراتهم!.

والواقع أنه لو أقلع جميع الأطباء غدًا عن توجيه هذا السؤال السخيف لجميع الناس لتقدم علم الطب تقدمًا ملحوظًا! فمن عاداتنا الطبية السيئة أننا ندخل العمر في تشخيصاتنا للأمراض من غير تعقل، فنظن أن سن كذا لا يصاب فيها الشخص بذلك المرض المعين، مع أن الأمراض لا تنظر إلى شهادة الميلاد بل إلى حالة الأنسجة والأعضاء. وقد كان هذا الاتجاه سببًا في كثير من الأخطاء الطبية. وكل طبيب أمين مع نفسه مرت به حالات من هذا القبيل..

وأنا شخصيًا أنصح، على ضوء تجاربي، بتجاهل العمر حتى عند الإفضاء به للطبيب، لأن تجاهل العمر هو الخطوة الأولى لمكافحة الشيخوخة المبكرة.

بشرى للخوافين

إن الأشخاص العاديين يتباهون بأنهم لا يخافون الموت. وهم في الواقع يقولون ذلك بشفاههم لا بقلوبهم! فكلنا بشر نخاف الموت والفناء. وكل الفرق بين إنسان وإنسان في هذا الصدد ينحصر في درجة الخوف من الموت، لا في وجود ذلك الخوف أصلًا.

وقد يصل هذا الخوف إلى حد المبالغة والتوهم بوجود أعراض تؤذن بانهيار الصحة. وهذا الخوف له أصل طبيعي. ففي فطرة كل كائن حي أن يخشى على كيانه ووجوده مما يتهدده، يستوي في ذلك الفيل الضخم والحشرة الصغيرة. وهذا دليل قاطع على إرادة الحياة الشائعة في جميع الأحياء. فلئن كان حفظ الذات بمثابة جذع شجرة الحياة، فإن توهم الأمراض غصن ولاشك من أغصان تلك الشجرة. وفي اعتقادي أننا جميعًا مصابون بذلك الخوف، إلا أن القليلين منا فحسب هم الذين يقرون به!. مع أن المبادرة بذلك الاعتراف بصراحة أدعى لإطالة أعمارنا.

والسر في ذلك أن المكابرين منا الذين يجبنون عن الاعتراف بخوفهم من الموت ومن المرض يخفون أعراض أمراضهم، لا عن الآخرين فحسب، بل عن أنفسهم أيضًا. وهنا الطامة!.

وكل طبيب مارس المهنة سنوات يمكن أن يدلى إليك بحالات كهذه التي سأذكرها لك الآن..

• السيدة (س) كانت تسعل سعالًا دمويًا، ولكنها هزأت بمغزى تلك الظاهرة، وكتمت الأمر حتى لا تزعج أسرتها؛ وانقضت ستة أشهر فإذا بها تصاب بنزيف دموي هائل، وأثبت الفحص أن السل تمكن من صدرها في تلك الفترة!.

• والسيدة (ص) كان في صدرها بروز صغير، وفي بداية ظهوره كان استئصاله أمراً هينًا، ولكنها لم تلجأ إلينا إلا بعد شهور كان الورم قد تحول فيها إلى سرطان لا تشفيه الجراحة!.

• والسيدة (هـ) دأبت على شراء المقويات من الصيدلية القريبة من بيتها لمكافحة الهبوط الذي كانت تشعر به، ولم تستطع أن تعلل نقص وزنها ثلاثين رطلًا بالرغم من تمتعها بشهية جيدة، ولم يكتشف السكر الذي تعاني منه إلا عندما حملت إلى المستشفى في غيبوبة سكرية!.

وإذا ضربت هذه الحالات في مائة ألف صنف خرجت بصورة حقيقية للمجتمع العصري الذي يعاني الجبن عن مصارحة النفس والناس بالمخاوف الطبيعية من الأمراض وأعراضها.

ونقيض هذا النوع من الناس، ذلك الذي يقلقه وسواس المرض على غير أساس! فبدلًا من أن يشعر بالأعراض فينزعج، نراه يتوهم الأعراض توهمًا، فيقلب جفنيه كل ساعة ليرى هل أصيب بفقر الدم؛ ويخرج لسانه كل لحظة في المرآة ليتأكد من لونه؛ ويعد نبضه؛ ولا يكف عن زيارة الأطباء بغير داع جدي.. فمثله كمثل الراعي الكذوب في الأسطورة، جعل يصيح (الذئب… الذئب) وفي كل مرة يكتشفون كذبه، حتى إذا هاجمه الذئب فعلًا لم يجد من يصدق استغاثته!.

وخير موقف يتخذه الإنسان ألا ينتظر حتى يصبح نصف ميت كي يذهب لاستشارة الطبيب؛ فأن تزوره على قدميك خير من أن تزوره على محفة. واعلم أن الخوف هو الدافع الأساسي لحفظ الذات. فمن لم يخجل من خوفه على صحته في الحدود المعقولة كانت فرصته لمزيد من العمر أكبر من سواه، لأن الزمن هو أعظم حليف لنا في مقاومة الأمراض… وتذكر أنه من الخير لك وأنت تخوض معركة الحياة أن تكون خوافًا في الثمانين، من أن تكون بطلاً (مرحومًا) في الأربعين! إنك تطيل عمرك إذا أرخيت العنان لخوفك على صحتك.

لا تظلم الوراثة

إن الكثيرين يطوحون أيديهم يأسًا ويقولون:

– وما حيلتنا؟ لم يكن في استطاعتنا أن نختار أجدادنا وآباءنا، فلا فائدة من محاولة إطالة أعمارنا، لأن العمر محدد عن طريق الوراثة.

وهذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة. فإن البيئة لها تأثير مساو للوراثة، وفي وسع الإنسان أن يتحكم في ظروف البيئة المكتسبة إلى حد كبير.

ولا أخلي الأطباء من المسئولية في شيوع هذا الاعتقاد الضار فإن الناس كالببغاوات، يتلقفون ما يقوله لهم الأطباء من غير تفكير في كل ما يتعلق بالأمراض، فينتهي بهم الأمر إلى المرض من غير مرض.. ومن هذه المعلومات المشوهة التي نشرناها بين مرضانا مسألة الوراثة، فالوراثة حقًا لها أثرها القوي، ولكنها ليست العامل الجوهري الوحيد.

وما أكثر الذين يجدون أنفسهم مرضى فلا يحاولون العلاج، لأن ذلك المرض كان في أسرتهم جيلًا بعد جيل مثل البول السكري، واضطراب القلب؛ وينفضون أيديهم ويستعدون لاستقبال الموت، وهم يلعنون سلالتهم من الجدود!.

وأنا أسلم أن السلالة الطويلة من المعمرين تجعل فرصتك لتجاوز معدل العمر أعظم من سؤلك، ولكن هذا وحده لا يضمن لك طول العمر، فلا تقامر بصحتك اعتمادًا على سلالتك.

وقد تكون الآن في الأربعين ولكنك قلق على مستقبل حياتك؛ لأن والديك وافاهما الأجل قبل سن الخمسين بمرض السرطان، ولكن من الجائز جدًا أن تكتب يومًا مقالًا في هذا الموضوع بمناسبة بلوغك سن المائة!.

وهذا وحده كاف للقضاء على ما تحس به من انزعاج بسبب خرافة تحكم الوراثة في عمرك وصحتك قضاء حتميًا جبريًا.

ولنفرض أن والديك كليهما كانا مصابين بالسكر وكذلك شقيقتك الكبرى، فليس معنى ذلك حتمًا أن تصاب بالسكر.. وحتى بفرض أن التحليل أثبتت إصابتك به، فثق أن العناية الطبية العادية مع النظام الغذائي المعقول ستجعل فرصتك في طول العمر كفرصة غيرك من الناس تمامًا، فبالغذاء المقرر، وبالأنسولين تستطيع أن تتجاوز المعدل الطبيعي للعمر.

ولولا قلقك بسبب هذه الوراثة لما اهتممت بتحليل البول بين حين وآخر توقعًا لظهور ذلك الشبح.. ولولا هذا لما اكتشفت السكر إلا بعد سنوات. وهذا التأخير ليس معناه أعوامًا من الأوجاع وسوء الصحة وحسب، بل معناه أيضًا تمكين المرض من التقدم والأخذ من فرصة عمرك. فلا تفزع من الوراثة، لأنها قد تكون ناقوس الخطر الذي يحفزك لليقظة، ويجعلك شديد العناية بصحتك، وعلاجك وطعامك؛ فلا تفرط في شيء من ذلك بلا حساب.

:ومن ألطف ما سمعت قول أحدهم

– من أدعى الأمور لوصولك إلى الشيخوخة وأنت على قيد الحياة في عافية، أن ترفض شركة من شركات التأمين الكبرى التأمين على حياتك!.

ولا يمكن أن تعرف قيمة هذا النذير وفضله عليك إلا إذا دخلت مستشفى ورأيت عشرات المرضى الذين لا يستطيع الطب إنقاذهم لأنهم لم يفطنوا لسريان المرض في أبدانهم إلا بعد شهور وشهور لأن أجدادهم كانوا أصحاء فلم يرثوا منهم الخوف من العلل الوراثية!.

احذر البدانة

وأول شرط لقدرتك على إرجاء الشيخوخة أن تكون نحيف القوام. فالنحافة هي الطريق الوحيد لإطالة العمر، والتمتع بالصحة الجيدة.

ويروي الفيلسوف العالم (فرانسيز بيكون) أن رجلاً معمرًا سئل عن سر صحته وطول عمره فقال:

– كنت دائمًا آكل قبل أن أجوع، وأشرب قبل أن أعطش!.

ومعنى هذا القول أن تلك الطريقة التي تبدو غريبة كانت تضمن له ألا يكثر من الأكل لأنه ليس جائعًا تمامًا، ولا يكثر من الشراب لأنه ليس ظمآن تمامًا!.

وأول أصدقاء البدانة مرض السكر. فهذا المرض يحب الرجل البدين والمرأة البدينة.. وأول مظاهر هذا المرض ازدياد الوزن.

ومع طبقات الشحم التي تتراكم على البدن تتوافد آفات أخرى كمرض القلب، وضغط الدم، ونزيف المخ، وأمراض الكلى، واضطرابات الحوصلة المرارية، وطائفة أخرى من العلل.

وغالبًا ما يكون الرجل البدين ساذجًا أو مغالطًا. فبعد أن يفحصه الطبيب ويشرح له الخطر الذي يهدده من هذه البدانة، يريح طيات ذقنه على صدره ويحتج قائلًا:

– أقسم يا دكتور أن أكلتي خفيفة جدًا، اسأل عائلتي.

وتكذبه طبعًا استدارة وجهه رغم جدية لهجته، ونظرته وهو يسترسل قائلًا:

– لا يزيد إفطاري عن قدح من القهوة السادة ونصف قطعة (توست)… وأما في الظهر…

وتكاد تحسب وأنت تسمعه أن المسكين يشكو من سوء التغذية والواقع أنه يكثر من التقاط الأغذية بين أوقات الطعام، وأنه يأكل وجبة دسمة قبل النوم.

والحقيقة أن انتظام مواعيد الطعام، وعدم الأكل بين الوجبات هو الطريقة الوحيدة لحصر كمية الطعام. وكذلك المشروبات الغازية، والسكرية، والروحية من روافد زيادة الوزن التي تخدع الشخص لأنه لا يدخلها في حسابه.

والآن لنفرض أنك يجب أن تنقص وزنك عشرين رطلًا أو ثلاثين، فماذا تصنع؟ لا تجامل نفسك وتظن أنك يمكن أن تعمر وأنت بدين. انظر في الشوارع. واسأل نفسك: كم شخصًا ممن بلغوا الشيخوخة بصحة جيدة من أصحاب الأوزان الثقيلة؟.

إن عليك أن تبدأ فورًا فتطلب من الطبيب أن يكتب لك تحديدًا دقيقًا لطعامك، وستجد أنه يستبعد الأرز، والبطاطس، والمكرونة، والدهون، والمسلي، والمشروبات الروحية، والجيلاتي، والمايونيز. وسوف يحرم عليك استخدام الحبوب التي كثر الإعلان عن فوائدها الفعالة لإنقاص وزنك. ويجب في الوقت نفسه أن تقوم بشيء من الرياضة، أو العمل في الحديقة، أو التدليك كي تساعد على إنقاص وزنك.

ويجب ألا تعود إلى الأصناف المحرمة بعد تحقيق التخفيض المطلوب من وزنك؛ ويجب أن تقف على الميزان مرتين في الأسبوع لتتحقق من أن كل شيء على ما يرام.

ولا يمكن علاج كثير من الأمراض كالضغط، والسكر، والتهاب المرارة إلا إذا أزيلت كل زيادة في الوزن، ولكن العلاج لا يمنع من عودة المرض مع عودة الشحم إلى جسمك.

الضغط المنخفض

وهناك خرافة شائعة بأن ضغط الدم المنخفض علامة سيئة تهدد الصحة والحياة. وهذا الخوف وهمي لا مبرر له. بل إني أؤكد أن الضغط المنخفض أدعى لطول العمر والتمتع بالصحة. ولم يحدث أن مات أحد بالضغط المنخفض، بل إن انخفاض الضغط يحصنك ضد أمراض القلب وأمراض الكلى إلى حد كبير. أما الضغط المرتفع، فإني أميل إلى أخذه مأخذ الجد، وأنصح المريض ألا يستهين به مطلقًا، ولكن الطبيب وحده هو الذي يستطيع أن يقدر، حسب حالتك الصحية في مجموعها، إذا كان هذا الضغط المرتفع مزعجًا أو غير مزعج.. ولكن دع له هو مهمة الانزعاج، وعليك أنت فقط أن تطيع تعليماته، فإن الانزعاج من العوامل الجوهرية في زيادة الضغط.

وحسبي للبرهنة لك على أن ارتفاع الضغط ليس جديرًا بالقلق دائمًا أن الكثيرين من مرضاي كان ضغطهم فوق المائتين، ولكنهم عمروا أكثر من متوسط الناس.

ومن الخرافات حقًا أن تظن أن الضغط النموذجي يزيد على عمرك مائة درجة، فاطرد هذا الوهم من ذهنك.

تصلب الشرايين

ما من طبيب يعرف وسيلة لإبطاء هذه العملية. فلم تكتشف بعد (فرامل) لهذه العملية الطبيعية لفسيولوجية الشيخوخة. فنحن إلى الآن لا ندري ما الذي يجعل شرايين فلان تتصلب قبل شرايين جاره الذي ولد معه في عام واحد، ولكن من حسن الطالع أن طول العمر والصحة العامة لا يتوقفان كل التوقف على درجة تصلب الشرايين. فهناك عوامل مساعدة كثيرة تقوم بالتعويض عن ذلك التصلب؛ وأهم هذه العوامل المعوضة طريقة المعيشة.

وهاكم بضع خرافات بلهاء عن المعدة، مثل قولهم (لا تشفع الأسماك ولا سيما الجنبري بالألبان)… وأن الماء المثلج ضار.. وأن الماء الساخن على ريق الصباح مفيد.. فالحقيقة أن لمعدة كل فرد منا حالة قائمة برأسها، لها قوانينها الخاصة التي تعرف بالتجربة. والقاعدة الذهبية الوحيدة عن المعدة أنها ليست قوية الاحتمال كما يخيل إليك. فإذا أظهرت احتجاجًا على إساءتك استعمالها، فهذا دليل على أنها تحتاج منك إلى عناية، وأنه من الخير لك أن تغير معاملتك لها وإلا عاقبتك بالدوار والغثيان والقيء.. وهناك علامات أخرى لعسر الهضم كالغازات، وثقل المعدة، والصداع.

واعلم أن اختلاط الأطعمة في الوجبة الواحدة مادامت معدتك تقبله بغير احتجاج شيء لا ضرر منه. وإنما المهم هو الاعتدال. فلا تزحمها مرة واحدة بالأكل، بل اجعل طعامك وجبات صغيرة الكمية، كبيرة العدد. فهذا خير من امتناعك عن الإفطار والعشاء والإثقال عليها بوجبة غداء ضخمة. ولا تتناول أبدًا طعامًا أظهرت لك التجربة أنه لا يوافقك، وإن كان لا بأس من تكرار المحاولة بعد سنوات على سبيل التجربة.

النوم

وليست للنوم قاعدة عامة. فالشيخ العالم المخترع أديسون كان يكفيه جدًا أن ينام أربع ساعات يوميًا، ولكن غيره قد يحتاج إلى ثماني. ونوم الليل يصعب أن تعوضه بإغفاء النهار، ولهذا ننصح إذا أنذرك جسمك بالثقل والتراخي أن تلغي جميع مواعيدك المسائية وتدخل فراشك توًا، حتى ولو كانت الساعة السادسة؛ فإن الطبيعة لها في ذلك التقدير الأصح الذي لا تصل إليه أنت بمقاييسك.

ويجب من تلقاء نفسك ألا تفرط في السهر ليلتين متعاقبتين، ولا تستخدم الأقراص المنبهة الطاردة للنوم، أما الأقراص المنومة فلا تستخدمها إلا للضرورة القصوى.

الإمساك

وفي اعتقادنا أن الإمساك مسألة بولغ في تجسيم أهميتها في هذا العصر، ولا يستحق كل هذا القلق، فبعض الناس لديهم حالات خاصة في الأمعاء تجعل الإمساك ملازمًا، والمفروض أنه بعد جملة شهور أو سنوات يتلاشى إحساسهم به. ولا نرى داعيًا أن يشغلوا أنفسهم بما تتكفل به الطبيعة من تلقاء نفسها وإن كان المتقدمون في السن يهتمون بهذه الناحية اهتمامًا مفرطًا، حتى لقد قيل أن الفارق الأعظم بين الرجل المسن والشاب الغر أن الفتى في عنفوانه يكثر من المباهاة بقوته الجنسية، أما الشيخ فيباهي بانتظام إفراز أمعائه!.

…والتدخين

ويحسن أن نحسم الخلاف حول التدخين بهذه الكلمة العادلة: إن التدخين ضار ببعض الناس، ولكنه لا يضر بعضهم الآخر، وطبيبك وحده هو الذي يملك أن يقرر هذا.

…والخمر

أما الخمر فإنها آفة متعددة الجوانب في أضرارها الصحية والنفسية. وفي بعض البلاد الباردة قد تكون الحاجة إليها واضحة، ولكن في غير تلك الحالة يحسن شن حرب على المشروبات الروحية، فإنها منفذ يهرب إليه الكثيرون من مسئولياتهم، بدلا من مواجهة المشكل ومحاولة حلها. وأما الضرر الصحيح للإدمان فينصب على الكبد بالأكثر، والكبد ميزان الجسم.

هل أنت متزن؟

إن الشيخوخة المبكرة قد تنجم عن اختلال الاتزان الانفعالي أو الجسمي أو كليهما؛ فليس في وسعك مطلقًا أن تفصل جسمك عن عقلك، أو العكس. فهما شيء واحد، وهذا أمر أصبح الطب معترفًا به ويتخذه أساسًا في أحكامه.

ومادام الأمر كذلك فلا مفر من الاعتراف بأن سعادتك على وجه العموم وصحتك يتوقفان على سلامة هذين العنصرين معًا، وصلاحيتهما للعمل والأداء، ولا يتوقفان على سلامة جسمك وقوته فحسب.

لقد أثبت الطب بالتجارب الحديثة أن للعقل سلطانًا قويًا على كل أنملة في جسمك، بل كل خلية. ويكفي أن تتذكر ما يحدثه الخوف من أثر شامل في تنفسك، وعرقك، ودقات قلبك، واختلاج عضلاتك ودموع عينيك.

أجل يكفي هذا كي تدرك تأثير العواطف في صحتك. فلا تستهلك صحتك بالإكثار من الانفعالات العنيفة. وإياك والقلق على الخصوص فإنه يأكل من صحتك وعمرك كما

 !.يأكل الصدأ الحديد

نُشر أولًا بموقع حياتك

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *