قام مجموعة من العلماء الصينيين بتخليق جينات معدلة وراثيا في قرد رايزيس (نوع من الحيوانات يتبع جنس السعدان، وغالبا ما يستخدم في التجارب المعملية، ويسكن شرق آسيا) وذلك عن طريق إضافة جين بشري يعمل على نمو الدماغ البشرية وتطورها إلى جينوم قرد. وقد نشرت نتائج تلك الورقة البحثية في دورية the National Science Review، يصفون فيها عملهم والاختبارات والتحاليل التي أجروها على القرود بعد ولادتهم.
فقد نتج عن تلك التجربة أحد عشر قردا معدلين وراثيا (ثمانية من الجيل الأول، وثلاثة من الجيل الثاني) يحملون في جينهم الحيواني جينا بشريا MCPH1 (جين مهم يساعد على تطور المخ ونموه).


فقد قام العلماء بإدخال الجين البشري MCPH1 (أظهرت دراسات سابقة أن هذا الجين يعمل على نمو المخ، وأن الأطفال الذين ولدوا بدونه لديهم مخ صغير) داخل جينوم العديد من القردة عن طريق حقن أجنة القردة بفيروسات تحمل الجين البشري، وسمحوا لهم بالنمو طبيعيا، وبالفعل تم ولادة أحد عشر قردا معدلين وراثيا، ولكن خمسة فقط استطاعوا النجاة والبقاء على قيد الحياة، ومن ثم قام العلماء بإجراء الاختبارات والتحاليل لمعرفة مدى تأثير الجين البشري على تطور أدمغة القردة ونموها.


وقد أظهرت تحاليل التركيب الداخلي والمقاطع النسيجية لمخ القردة المعدلة وراثيا حدوث تطور هائل في أدمغة القردة، حيث ظهر لديها تأخر في تمايز ونضج الخلايا العصبية والغلاف الميليني للخلية العصبية، وهو أمر يشبه التغيرات التطورية في الإنسان فيما يعرف باستدامة المرحلة اليرقية neoteny (أي زيادة مرحلة الطفولة وتأخر البلوغ مقارنة بباقي الرئيسيات)، وقد وفرت إشارات التشابك الجينية تفسيرا جزيئيا لـ: لماذا حدث التأخر في نمو أدمغة القردة المعدلة وراثيا؟

وقد أشارت تقارير الباحثين إلى أن هذه القردة لم تمتلك مخ حجمه أكبر كالإنسان، ولكن مع هذا أظهرت ذاكرة قصيرة أفضل واستغراق وقت أقل في رد الفعل وعمليات معالجة أفضل مقارنة مع نظيراتها البرية.
وقد علل العلماء الصينيون أن القيام بمثل هذه التجربة كان بغرض معرفة كيفية تطور الإنسان، ومعرفة الأساس الوراثي لمخ البشر وفهم السمات الفريدة للبشر، وأيضا أن استخدام تقنية تحرير الجينات قد يساعد على منع الأمراض أو الوقاية منها.


غير أن هذا البحث كان مثيرا للجدل أكثر بين الأوساط العلمية، حيث أن هذه التجارب غير مسموح بها في بعض الدول، فهناك إجماع في مجتمع العلوم البيولوجية على أن إضافة الجينات البشرية المرتبطة بتطور الدماغ لجينومات القرد يعتبر غير أخلاقي، حيث يعتقد البعض أنها قد تؤدي إلى ظهور قردة مثل تلك التي شوهدت في فيلم كوكب القرود planet of the Apes.


وكيف سيكون الحال إذا تحولت هذه القردة وأصبحت تفكر كبني البشر؟ وتحت أي نوع أو مسمى سوف يندرجون؟ ولهذا فإن معظم العلماء ليسوا على استعداد للمشاركة في مثل هذه الأبحاث.
ومع هذا كان هناك أحد الباحثين في الفريق الصيني، وهو أمريكي من جامعة North Carolina، يقترح تخليق قردة لديهم نفس قوة الدماغ البشري، وهو بالتأكيد اتجاه سيئ للغاية، ولكنه ادعى أنه ساعد فقط في التحليل بالرنين المغناطيسي MRI لمعرفة حجم دماغ القرد!


المصدر: Chinese researchers add human brain-related gene to monkey genome in controversial experiment

إعداد: آية مأمون

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *