“القهوة لا تشرب على عجل، القهوة أخت الوقت تحتسي على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمل وتغلغل في النفس والذكريات” محمود درويش

تعد القهوة من أكثر المشروبات استهلاكا في العالم، فوفقًا لمؤسس القهوة الدولية قد تم استهلاك نحو 918 مليارًا كجم من القهوة من 1/10/2015 ل 14/10/2016.

ويرجع تاريخ اكتشاف القهوة إلى أن أحد رعاة الماعز ويُدعى kaldi  في أثيوبيا، في إقليم كافا، كان يرعى قطيعه من الماعز فلاحظ أن بعضًا من قطيعه كان يقفز بشكل غريب، ويمرح بعد تناوله لثمار حمراء اللون من إحدى الأشجار فأصابه الذهول، وذهب ليجرب بنفسه وقام بتناولها،  ومن ثم انتشرت في القبائل البدائية في شرق إفريقيا بتناول هذه الحبوب مع دهون الحيوانات كطعام يمد بالطاقة، ثم بعد ذلك انتقلت للمنطقة العربية عن طريق التجار وتحديدا إلى منطقة مخا اليمنية، ثم تطورت لتصبح مشروبًا ساخنًا لأول مرة في عام 1000 م في قرابة القرن 13، ثم الانتشار في باقي أنحاء العالم عن طريق الحضارة الإسلامية.

فالقهوة اسم من أسماء الخمر عند العرب، أي أنها تقهي عن الطعام أي تخفف الشهية ولهذا تم إطلاق القهوة على هذا المشروب لأنها تحدث نفس التأثير فهي تقهي عن الطعام.

وفي الوقت الحالي يوجد العديد من الأنواع من مشروبات القهوة كالإسبريسو والكابتشينو ولاتيه،  فهي تعد ثاني ثقل اقتصادي من حيث قيمتها النقدية بعد النفط، فكيف تؤثر القهوة في خلايانا، وما فوائدها؟، وما مضارها المحتملة؟

إن القهوة تحتوي على أعلى النسب من مضادات الأكسدة antioxidants  مقارنة بجميع الأطعمة الأخرى، ففي دراسة أجريت عام 2017 تثبت أن القهوة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان،  وفي دراسة أخرى قامت بها Harvard medical school &Brigham and women’s hospital بأنها تقلل من الإصابة بسرطان الجلد خاصة لدى النساء وأن النساء اللواتي يشربن 3 أكواب قهوة يوميًّا أو أكثر كانوا أقل عرضة للإصابة من اللائي لا يتناولن القهوة.

غير أنه في أبحاث سابقة قد وجدوا أن القهوة قد تزيد من معدل الإصابة بالسرطان ولعل ذلك يرجع إلى أن أغلب المدخنين هم من مدمني القهوة فضلًا عن عدم اتّباع أسلوب حياة صحي.

 وفي دراسة أخرى أجريت من قبل معهد الصحة العامة National health institute  أن الأشخاص الذين يتناولون أربعة فناجين قهوة يوميًّا هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب؛ حيث إنها تسهم في إنتاج النواقل العصبية مثل السيرتونين (معظم أدوية الاكتئاب تحتوي على السيرتونين وأن نقصه يؤدي للشعور بالاكتئاب) والدوبامين  والنورادرينالين.

ووفقًا لدراسة الجمعية الكيميائية الأمريكية the American Chemical Society  بأن القهوة تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأن تناول أربعة فناجين من القهوة يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 50%.

فضلا عن أن القهوة تحتوي على مادة الكافيين وهي التي تسبب الشعور بالطاقة والنشاط؛ فعند الشعور بالتعب تمتلأ مستقبلات الخلايا العصبية بالأدينوسين Adenosine receptors ،  ولكن مادة الكافيين تشبه في تركيبها مادة الأدينوسين فتحل محل الأدينوسين في المستقبلات العصبية وبالتالي الشعور بالنشاط،  ولكن ومع الوقت يقوم المخ بزيادة عدد المستقبلات العصبية فتمتلئ بعض المستقبلات بالكافيين والباقية بالأدينوسين فتحتاج لزيادة جرعة الكافيين للشعور بنفس النشاط مما يسبب الإدمان!!

وفي دراسة شملت أكثر من 43727 شخص يتناولون أكثر من 28 كوبًا من القهوة أسبوعيًّا تزيد لديهم معدلات الوفيات، فالرجال الذين كانت أعمارهم 55 عاما ويستهلكون هذه الكمية أسبوعيًّا كانت لهم نسب وفيات أعلى بنسبة 56% عن أولئك الذين يتناولون كميات معتدلة من القهوة.

إن الإفراط في تناول الكافيين قد يسبب فيما يعرف بتسمم الكافيين وحدوث:

• خلل في الجهاز العصبي المركزي والشعور بالصداع والتهيج والارتعاش.
• زيادة مستوي الكوليسترول الضارLDL  في الدم.
• الشعور بالقيء، وفقدان الشهية، وآلام حادة في الصدر، وزيادة معدل ضربات القلب.

و لهذا من أراد تقليل استهلاك الكافيين فعليه ألا يتوقف على الفور عنها، بل تدريجيًّا؛ فالتوقف التام المفاجئ قد يسبب الصداع والعصبية، ويمكن استبدال القهوة بالشاي الأسود أو الشاي الأخضر فهما يحتويان على الكافيين ولكن بالتأكيد بنسب أقل بكثير من القهوة.

إن القهوة مشروب معقد جدًّا يحتوي على العديد من المركبات المختلفة ولهذا فإن شرب القهوة يمتلك العديد من التبعات الصحية منها ما هو مفيد وجيد ومنها ما هو ضار وسيئ، فتناول القهوة جزء من نمط الحياة الصحية، ولكن الإكثار منها هو ما قد يسبب ضررًا.

و قد نصحت منظمة الغذاء والدواء food and drug administration  بتناول ما لا يزيد عن 4ل5 أكواب من القهوة يوميًّا،  ويفضل تناول القهوة غير المحمصة أو فيما تعرف بالقهوة الخضراء؛ لأن القهوة المحمصة تحتوي على مادة acrylamide  وقد صنفت على أنها مادة مسرطنة،  وتوجد أيضا في تبغ السجائر، ونصحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال  American Academy of Pediatrics Theبألا يتناول الأطفال والمراهقين مادة الكافيين، ونصح الأطباء بشكل عام ألا تتناول المرضعات أو الحوامل مادة الكافيين.

المصدر:

Catching the Buzz – How Coffee Works | HowStuffWorks

International Coffee Organization – The Current State of the Global Coffee Trade | #CoffeeTradeStats

Coffee and cancer: What are the risks?

الباحثون السوريون – لشرب القهوة فوائد . . .