منظر من المركبة الفضائية كاسيني التابعة لوكالة ناسا يعرض نصف الكرة الشمالي لكوكب زحل في عام 2016م

يبدو مفهوم “اليوم” واضحًا للإنسان العادي لدرجة أنه غالبًا ما يكون مُفاجئًا أن طول النهار على كواكب أخرى، يمكن أن يكون مختلفًا جدًا عن كوكبنا، وربما كان الأمر الأكثر صدمة هو أننا لم نكن نعرف طول اليوم على كوكب زحل (Saturn) حتى الآن، وهذا وفقًا للأبحاث المنشورة حديثًا في دورية الفيزياء الفلكية (Astrophysical Journal.)، والتي تستخدم البيانات التي جمعتها بعثة كاسيني (Cassinimission) التابعة لوكالة ناسا، وأنقصت الحسابات الجديدة عدة دقائق من التقديرات السابقة ليوم زحل، والذي كان تتويجًا لجهود العلماء المبذولة لعقود بناء على بيانات من مهمة كاسيني وسلفها السابق، فوياجر (Voyager.)، وبفضل البيانات التي جمعتها بعثة كاسيني، لدينا أخيرًا إجابة على هذا الغموض المتُواجد منذ عقود؛ حيثُ يدور زحل حول محوره في 10 ساعات و 33 دقيقة و 38 ثانية، وهو طول اليوم عليه.

 

يستخدم علماء الكواكب في كثير من الأحيان المجالات المغناطيسية لتقدير معدلات دوران الكواكب، وإذا لم يتم يصطف الحقل المغناطيسي ومحور دوران الكوكب (كحالة المشتري والأرض)، فمن الممكن قياس الإشارات الدورية في موجات الراديو التي تتكرر كل يوم للحصول على معدل الدوران،  ومع ذلك فكوكب زحل يختلف حيثُ يتم اصطفاف، أو محاذاة الحقل المغناطيسي الفريد بشكل مثالي تقريبًا مع محور الدوران الخاص به؛ لذا كان على الباحثين اتباع نهج مختلف، وافتراض أن دراسة حلقات زحل يمكن أن تكون مفتاحًا لتحديد طول اليوم عليه.

 

لقد أبدى علماء زحل إحساسهم بأن لديهم أفضل إجابة حتى الآن على مثل هذا السؤال المركزي حول الكوكب.

 

وقالت ليندا سبليكر (Linda Spilker)، عالمة في مشروع كاسيني: «استخدم الباحثون الموجات في الحلقات للتعمق في داخل زحل، وبرزت هذه الخاصية الأساسية للكوكب، وهي الضّالة المنشودة منذ فترة طويلة، وهي نتيجة قوية حقًا». وأضافت: «كانت الحلقات هي مكمن الجواب».

 

وتمّ اقتراح فكرة أن حلقات زحل يمكن استخدامها لدراسة علم الزلازل على الكوكب لأول مرة في عام 1982م، قبل وقت طويل من توافر الملاحظات اللازمة للقيام بذلك.

 

بعد ذلك قام مارك مارلي (Mark Marley)، المؤلف المشارك في الدراسة الذي يعمل الآن في مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا في وادي السليكون بكاليفورنيا، بعرض نفس الفكرة في أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في عام 1990م، مُرفقًا معها كيفية القيام بالحسابات المطلوبة. وتنبأ أين ستكون الإشارات في حلقات زحل. كما أشار إلى أن مهمة كاسيني ستكون قادرة على تقديم الملاحظات اللازمة لاختبار الفكرة.

 

وقال المؤلف المشارك جوناثان فورتني (Jonathan Fortney)، أستاذ علم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز وعضو في جامعة كاليفورنيا، وهو أيضًا عضو في فريق كاسيني: «بعد عقدين من الزمن في السنوات الأخيرة من مهمة كاسيني، حلل العلماء بيانات المهمة، وعثروا على سمات الحلقات في المواقع التي تنبأ بها مارك». وأضاف: «تهدف الأبحاث الحالية إلى الاستفادة القصوى من هذه الملاحظات».

 

انتهت مهمة كاسيني في أيلول / سبتمبر 2017م، عندما تم إدخال المركبة الفضائية بشكل متعمد في الغلاف الجوي لزحل من قِبل فريق المهمة، الذي أراد تجنب تحطيم المركبة على أقمار كوكب زحل.

 

بعثة كاسيني -هويجنز- هي مشروع تعاوني لوكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ووكالة الفضاء الإيطالية.  يُدير مختبر الدفع النفاث التابع لناسا (JPL)، وهو قسم تابع لشركة Caltech في باسادينا مهمة إدارة البعثة العلمية، كما قام JPL بتصميم وتطوير وتجميع مركبة كاسيني المدارية.

 

تم بناء أداة الرادار بواسطة JPL، ووكالة الفضاء الإيطالية في عمل تعاوني مع أعضاء الفريق من الولايات المتحدة، وعدة بلدان أوروبية.

 

ترجمة: أحمد رجب رفعت

المصادر:

  1. https://goo.gl/fnVG9r
  2. https://goo.gl/AbHaV1

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *