by
تأليف: د. هنري مارش – ترجمة: د. مريم منصور
“كل جراح يحمل في داخله مقبرة صغيرة – حيث يذهب من وقت لآخر ليصلي – مكان مليء بالمرارة والندم، حيث يجب أن يبحث عن تفسير لإخفاقاته.”
هل تخيلت يومًا أن تكون جراح أعصاب؟ كيف ستشعر وأنت تحمل دماغ إنسان بين يديك، وتقطع عبر النسيج الدقيق الذي يشكل الفكر والإحساس والمنطق؟ كيف ستتعايش مع عواقب إجراء عملية قد تنقذ مريضًا، أو تودي بحياته؟
عندما يؤدي الأطباء القسم الطبي، يتعهدون بأن “أبذلَ العلم لنفع الإنسان لا لأذاه.” لكن في عالم جراحة المخ والأعصاب، يتداخل هذا العهد مع تحديات بالغة التعقيد، ففيه لا يمكن تجنب الأضرار دائمًا. إن عمليات جراحة الدماغ تحمل عواقب جسيمة، وتتطلب من الجراحين اتخاذ قرارات صعبة، محفوفة بالمخاطر.
يحكي الدكتور هنري مارش، ببلاغة مؤثرة وصدق لا متناهٍ، عن انتصارات مغموسة بمرارة الهزائم، وندم يثقل الروح، وكوميديا سوداء تجسد حياة جراح الأعصاب. يرسم صورة نابضة بالحياة لجراح لا يزال، رغم خبرته، إنسانًا يخطئ ويخاف.
“يقر الأطباء أحيانًا بأخطائهم و(المضاعفات) فيما بينهم، لكنهم غالبًا ما يترددون في الاعتراف بها علنًا، خصوصًا في الأنظمة الصحية ذات الطبيعة التجارية والتنافسية.
هذا الكتاب يتناول الفشل كما يتناول النجاح، لكنه ليس مجرد اعتراف، بل هو محاولة لتقديم رواية صادقة عما يعنيه أن تكون جراح أعصاب. ربما يكون استعدادي للاعتراف بأخطائي جزءاً من الطبع الإنجليزي، لكنني آمل أن تكون المشكلات التي أصفها مألوفة لدى الأطباء والمرضى على حد سواء. الكتاب يحمل أيضًا في طياته قصة حب متكاملة، ويوضح لماذا تُعد مهنة جراح الأعصاب هبة عظيمة، رغم الآلام الجسيمة التي تصاحبها”.
هنري مارش، جراح أعصاب بارز في لندن، يعبّر في هذا الكتاب عن مسيرة مهنية طويلة وناجحة حيث أنقذ حياة العديد من المرضى، لكنه أيضًا ارتكب أخطاء جسيمة أدت إلى إضرار بعضهم وتدمير حياتهم إلى الأبد. يحكي هذا الكتاب قصصه وإخفاقاته، متذكرًا ما قاله له رئيسه ذات مرة:
“الجراح الناجح هو الذي يسامح نفسه على أخطائه، ولكنه لا ينساها أبدًا.”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.