إن الدولة الإسلامية -موضوع الكتاب- وحدة تاريخية هي في ذاتها جزء من التاريخ العام، وليس التاريخ العام جزءً منها، وبين هذا الجزء الإسلامي وسائر أجزاء التاريخ في الشرق والغرب، وفي السابق واللاحق من العصور التاريخية، تماس أحيانًا، وتداخل أحيانًا أخرى، وتقاطع أحيانًا ثالثة، سواء في الخير أو الشر، أو ما بينها من نوازع بيولوجية حيوية.
ومع أن هذا الكتاب ليس تاريخًا سياسيًا للدولة الإسلامية، أو سجلًا مفصلًا لمراحل الفتح والنصر والتوسع والتطور، فإن التاريخ الإسلامي وحدة، أقسامها الطبيعية عصر النبوة والرسالة، وعصر الخلافة الصحابية، وعصر الخلافة الوراثية السياسية منذ قيام الأمويين إلى سقوط بغداد، وعصر الدول الإسلامية المستقلة في الشرق والغرب، وهذا كله في العصور الوسطى وفقًا للتقسيم التقليدي للتاريخ. ثم يتلو ذلك عصر الدولة العثمانية، ثم عصر النهضة العربية الحديثة الذي يمتد إلى الحاضر والمستقبل. ويبدو واضحًا أن هذه الأقسام أكثر انطباقًا على الواقع والمنظور التاريخي من غيرها من الأقسام الجارية في تدريس التاريخ في العالم الإسلامي.

























المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.