مقدمة في التفكير ومهاراته

مهارات التفكير لا تنمو بالنضج والتطور الطبيعي وحده. ولا تُكتسب من خلال تراكم المعرفة والمعلومات فقط، بل لا بد من تعليم منتظم وتمرين عملي متتابع، فتعليم مهارات التفكير يمكن أن يتم بطريقة هرمية تبدأ بمهارات التفكير الأساسية، تم تتدرج إلى مهارات التفكير المركبة.

معظم المعارف البشرية، التي تشكل قوام حياة البشر؛ استدلالية من حيث بنيتها. فالمرء لا يقف بنفسه على كل معارفه ، بل يخلص إلى كثير منها استنادًا إلى معارف أخرى استقاها إما من خبرات مباشرة، أو معتقدات استدل عليها استدلالا. ولما كانت الاستدلالات عند كثير من الناس مليئة بصنوف من الخلل، كانت الحاجة للقطع بصحة استنتاجاتنا، أو على الأقل ترجيحها.

التفكير الناقد على وجه الخصوص – نشاط مقلق بطبيعته: فهو محاولة امتحان لافتراضات نُقِرُّهَا، أو نصادر عليها، أو نعمل بمقتضاها. غير أن الناس لا يرغبون في أن تمتحن افتراضاتهم، وتبتلى تصرفاتهم أكثر من اللازم، ولا يروقهم أن تعرى جذورهم. معظم البشر يفضلون الموت على التفكير – كما يقول راسل –

ولكن حياة بلا تفكير ليست حياة إنسانية على أي حال. وبهذا نكون قد ضيقنا معنى التفكير إلى درجــــــة كبيــرة. وهذا النوع من التفكير المحدد هو الذي سنتحدث عنه.