كان الناس في صدر الإسلام يعيشون في ظل التشريع، وما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرسى الله بالقرآن قواعد الدين؛ وفصلت السنة فروعه وأبانت معالمه وفقه الناس دينهم، ثم جاء الخلفاء الراشدون فاقتفى الناس آثارهم وترسموا خطاهم، وانطلق صحابة رسول الله يفسرون الوحي ويستنبطون منه الشرائع والأحكام وتبعهم في ذلك تابعوهم ومن تبعهم، وكانوا يبنون عملية الاستنباط هذه على قواعد وأصول لم يدونوها.

ولما اتسعت رقعة الإسلام عظمت الحاجة إلى تدوين قواعد وأصول يترسمها العلماء في استنباط الأحكام، استنباط الأحكام، فكان أول من نهض لذلك هو الإمام الشافعي -رحمه الله-، وانطلقت بعده حركة التأليف في هذا العلم.

تنبيهات:

(۱) هذا الكتاب خلاصة مركزة في المسائل الأصولية الأساسية، فهناك مسائل كثيرة لم تُذكر ؛ لكونها أقل تأثيرًا في الناحية الفقهية العملية، واستيعابها هو وظيفة مراحل تعلم العلم التالية.

(۲) في الكتاب عناية بالأمثلة والتطبيقات لأنها ثمرة العلم.

(۳) لم ألتزم تعريفات ابن النجار ارتكازًا على كوني أفردتها بكتاب، وجعلت الأولوية لوضوح التعريف، خاصة مع حصول المبالغة في قضية التعريفات والاعتراضات عليها، والغرض إنما هو تصور المسائل وهو حاصل بالتعريفات المذكورة .

(٤) أشرتُ أحيانًا للفروع المخرجة على الأصول المذكورة، ولو في شكل أمثلة.

(٥) لم أُشر للخلاف الأصولي إلا نادرًا، وجرى الكتاب على طريقة الحنابلة في الأصول مزجًا بين مسار روضة الناظر ومسار مختصر التحرير .

(٦) إذا قلت: (انظر) فقد تم التصرف بالزيادة أو النقص أو الترتيب في المرجع المنقول عنه، وإذا قلت: (مستفاد من) فالكلام منقول بتمامه بغير تصرف، وإذا فاتني العزو للمرجع المنقول عنه، فهو من المصادر الأساسية المذكورة قبل قائمة المصادر والمراجع.

أحمد سالم