تاريخ موجز للنوع الإنساني

التاريخ حصن التجارب الحصين، أقامه الزمن وسط مسارح العهود الغابرة التي لا تنتهي. وليس من اليسير أن نرقى إلى قمة هذا الحصن المجلل بغبار الزمن، وننعم بنظرة مستشرفه تحيط بهذا المشهد كله . . . ذلك أننا نفتقد المصعد الذي يبلغ بنا إلى حيث نريد. لهذا يمدك كتابنا بالمفتاح الذي يفتح لك مغاليق هذا الباب!

لكن ما الذي يميزه وهناك كثير من المُؤلِّفين الذين كتبوا عن التاريخ الغربي بمختلف عصوره حتى الحرب العالمية الثانية وكثير من المجلدات التي تحدثت عن كل جانب من جوانب العالم الغربي؟!

المعروف أن الحقائق التاريخية ما هي إلا مادة علمية جافة، وهذا سبب نفور البعض منه، هنا تميز (فان لون) بكتابه بجعل هذه الحقائق تنبض بالحياة، قصة مشوقة تجذب كل من مر عليها، لدرجة أنها تنقله إلى عالم آخر يعيش فيه كل حدث كما لو كان معاصرًا له من غير كلل أو ملل. وهذا ما جعل الكتاب إضافةً في التأليف التاريخي.

مستخدمًا أسلوبه القصصي، أثرى (فان لون) المادة التاريخية بثقافته الواسعة من غير تأثير على الأحداث التاريخية، فاشتمل الكتاب على الكثير من المعلومات الثرية والتحليلات المختلفة للأحداث! حيث يحتوي الكتاب على سرد كامل للتاريخ الأوروبي بشكل قصصي، وهو من ألقى بفان لون إلى الشهرة الواسعة؛ إذ حاز الكتاب أول ميدالية جون نيوبري التي قدمتها جمعية المكتبات الأمريكية.

ورغم ذلك: كانت له بعض الآراء الخاصة والتي أثارت العديد من قراء هذا الكتاب ضده، مثل: رأيه حول الشعب اليهودي والديانة اليهودية، وتشكيكه في ثقة المعلومات التي يحويها الكتاب المقدس، فنعته الكثيرون بالليبرالي، وذلك لطبيعة أفكاره أغلب كتبه !

قمنا في هذا الكتاب بتوضيح المعلومات المبهمة للقارئ، من حيث : الشخصيات، ومواقع البلاد والأنهار والجبال والجزر وغيرها، وذكر الحروب والمعاهدات والشخصيات التي لم يتحدث الكتاب عنها، كي يكون القارئ ملما بالتصور الكامل للمعلومات والأحداث التي يقرؤها؛ إلَّا بعض التعليقات مختصرة ؛ وذلك لورود ذكرها في مواضع أخرى متقدمة في الكتاب.