لن ينتهي الباطل إلى قيام الساعة، وستظل له صولة وجولة، وصحوة وغفوة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ومن رحمة الله على العباد أن الباطل سيظل إلى قيام الساعة مرجوحًا ضعيفًا، يتجشّم له البطالون تأویلات تلو تأويلات، ويحتاجون له كومات من المعالجات. وبعد كــل هذا العناء ومع أول لمحة صافية من أوليات العقل وبديهيات النظر المجرد يذوب الباطل كما يذوب الثلج وينهار بكل جعجعته كمـا تنهــار كــل السفسطات عبر التاريخ.

وقد أردت في هذا الكتيب الصغير أن أحشد مجموعةً من الأدلة اليقينية على صحة الرسالة وثبوت النبوة، وقد قدّمت الكتيب بفصل شيق بعنوان: ((إما الإيمان أو الفوضى)) حتى يكتمل المراد منه وقد ألحق بهذا الكتاب كتابين: الأول بعنوان: لن تلحد، والثاني عن واحد من أخطر أسئلة جدل الحق والباطل أعني : سؤال الحضارة.

وأرجو أن يكون في هذه الحزمة من البيئات دلالة وهداية لطالب الحق، وأن يكون فيها براهين للمتشككين والملحدين؛ فإن الإنسن الصادق غرضه الحق بدليله وليس غرضه العناد أو المناكفة.