تحصيل المطالب بالتدليل والتعليل على عمدة الطالب لنيل المآرب

في الفقه على المذهب الأحمد الأمثل مذهب الإمام أحمد بن محمد بن حنبل

للإمام العلامة الشيخ: منصور بن يونس بن إدريس البهوتي الحنبلي
حاشية حررها وعلقها: أحمد سالم

هذا تعليقٌ على متنِ عمدةِ الطالبِ لنيلِ المآربِ، والذي صنَّفَهُ شيخُ المذهبِ ومحرّرُه العلامةُ منصورٌ البهوتي، رحمه الله، وقد علَّقتُ هذه الحاشيةَ ميممًا بها غرضًا واحدًا، وهو رصدُ الحججِ التي يُحتجُّ بها للمذهبِ، فتَثبُتُ بها الأحكامُ التي استقرَّ عليها المذهبُ وِفقَ ما قرَّرَهُ صاحبُ المتنِ.

• وقد أردتُ أن أضُمَّ نفسي إلى هذا الحقلِ من حقولِ خدمةِ مذهبِ الإمامِ أحمدَ بأن أتيتُ هنا إلى متنٍ مجردٍ من عمليةِ الاحتجاجِ هذه، فأدرتُ بحثي على ذكرِ الاحتجاجِ لمسائلِ المتنِ وأحكامِه، جامعًا بينَ النوعَينِ الأساسيَّينِ من الاحتجاجِ وهما:

أولًا: التدليلُ، ويُقصدُ بها هُنا من جهةِ اصطلاحي في هذه الحاشيةِ: الاحتجاجاتُ النقليةُ بالكتابِ والسنةِ والإجماعِ وآثارِ الصحابةِ، ويمكنُ الإشارةُ إلى هذا القسمِ بمصطلحِ: النَّصّ، لكن معتمدي هنا هو تسميتُه: التدليلُ

ثانيا: التعليلُ، ويقصدُ بهِ هُنا من جهةِ اصطلاحي في هذه الحاشيةِ: الاحتجاجاتُ العقليةُ من الأقيسةِ بأنواعِها، وأدلةُ: الاستصحابِ والاستصلاحِ والاستحسانِ وإعمالِ الذرائع، ويمكنُ الإشارةُ إلى هذا القسمِ بمصطلحِ: الاجتهاد أو الاستدلالِ، لكن معتمدي هنا هو تسميتُه: التعليلُ

• وقد جمعتُ هذه الحاشيةَ من مدوناتِ المذهبِ التي تعتني بعملياتِ الاحتجاجِ، متجنبًا قدرَ الاستطاعةِ الوقوعَ في مزلقٍ شائعٍ ألا وهو ان يُذكرَ كحُجةٍ لقولِ المذهبِ ما لم يذكرهُ أئمةُ المذهبِ حجةً لقولِهم، وقد شاعَ هذا المزلقُ بعدَ انتشارِ العنايةِ بالتدليلِ على مسائلِ الفقهِ بينَ علماءٍ وباحثِينَ ليسوا محرّرينَ لمصادرِ المذهبِ وسياقاتِ الأقوالِ والحججِ فيهِ.
• ولم أقصدِ استيعابَ المسائلِ مسألةً مسألةً فلا شكَّ أنَّه قد فاتَني مسائلُ لم أذكر لها دليلًا ولا تعليلًا، فقد قصدتُ أن يكونَ الكتابُ مرحلةً تعليميةً ضمنَ مراحلَ متدرجةٍ؛ لإتقانِ ادلةِ المذهبِ وتعليلاتهِ، وحاشيتي القادمةُ بحولِ اللهِ وقوتهِ ستكونُ على كتابِ (زادِ المستقنعِ) أستوفي مسائلَه كلَّها بالتدليلِ والتعليلِ قدرَ طاقتي؛ ليكونَ مرحلةً تاليةً لهذه المرحلةِ.

أحمد سالم