بهجة قلوب الأبرار

أوتي رسول الله ﷺ جوامع الكلم، واختُصر له الكلام اختصارًا، بحيث كان يتكلم بالكلام القليل لفظه، الكثير معانيه، مع كمال الوضوح والبيان الذي هو أعلى رُتب البيان.

وقد جمع الشيخ (عبد الرحمن بن ناصر السعدي) في كتابه تسعة وتسعين حديثاً من أحاديثه الجوامع في المواضيع الكلية، مع التكلم على مقاصدها، وما تدل عليه، على وجهٍ يحصل به الإيضاح والبيان مع الاختصار وبساطة الأسلوب بعيدًا عن التعقيد والتقعير. وقد تم تأليفه على نسق “شرح الأربعين النووية” و”جامع العلوم والحكم” وغيرها من كتب الأعلام في باب الأحاديث النبوية التي عليها مدار الدين.

فمن تأمل هذا الكتاب على اختصاره ووضوحه رآه مشتملًا من جميع العلوم النافعة على: علم التوحيد، والأصول، والعقائد، وعلم السير والسلوك إلى الله، وعلم الأخلاق، والآداب الدينية، والدنيوية، والطبية، وعلم الفقه والأحكام في كل أبواب الفقه: من عبادات ومعاملات وأنكحة وغيرها، وبيان حكمها، ومأخذها وأصولها وقواعدها، وعلوم الإصلاحات المتنوعة، والمواضيع النافعة، والتوجيهات إلى جلب المنافع الخاصة والعامة، الدينية والدنيوية، ودفع المضار.