التنس X الحياة

لماذا يكون أداؤنا في اللعب رائعًا في يوم، وبالغ الضعف في اليوم التالي؟
لماذا نتميز أثناء التنافس أو نضيع أهدافًا سهلة؟
لماذا يستغرق التخلص من عادة سيئة واكتساب عادة جديدة وقتًا طويلًا للغاية؟
هل حقًا الأمر يتعلق بالتنس؟! وإلا ما هي اللعبة الحقيقية؟
تتألف كل لعبة من جزئين: لعبة خارجية ولعبة داخلية. تكون اللعبة الخارجية ضد خصم خارجي للتغلب على معوقات خارجية والوصول إلى هدف خارجي؛ وإتقان هذه اللعبة الخارجية موضوع العديد من الكتب التي تقدم التعليمات لتحريك مضرب التنس ، وكيفية تحديد وضعية الذراعين أو الساقين أو الجذع لتحقيق أفضل النتائج.
أما اللعبة الداخلية فيخوضها اللاعب للتغلب على كل العادات الذهنية التي تحول دون تميزه في الأداء. فهي تحدث في ذهن اللاعب ويلعبها ضد العقبات التي تواجهه مثل حالات عدم التركيز والتوتر وعدم الثقة بالنفس وإدانة الذات. وهذا موضوعنا ولكن عليك تخيل أن الحياة هي اللعبة الحقيقية.
تحدث عملية تعلم معظم المهارات بأسلوب أكثر عفوية وفعاليّة مما يدركه الكثيرون منّا. يشابه هذا الأسلوبَ الذي استخدمناه كلنا – ولكن سُرعان ما نسيناه – عندما تعلمنا المشي والكلام. يستخدم هذا الأسلوب القدرات الحدسية، ويحدث في النصفين الأيسر والأيمن من الدماغ. لسنا مضطرين أن نتعلم هذه العملية لأننا نعلمها بالفعل. كل ما نحتاج إليه هو محو تعلم تلك العادات التي تتداخل مع العملية ثم السماح لهذه العملية بالحدوث. اكتشاف القدرات الكامنة غير المحدودة الموجودة داخل جسم الإنسان هو الهدف من اللعبة الداخلية، وفي هذا الكتاب سنستكشف هذه اللعبة الداخلية من خلال لعبة التنس.
ما إن تفهم مبادئ اللعبة الداخلية، تصبح قادرًا على تصفية ذهنك، والتركيز بوضوح، ولعب اللعبة فعلًا . . لعبة الحياة