كيف تفقدين زوجك!
هذه الأشياء الصغيرة التي تبدو لك تافهة..
كانت سببًا في شقاء الكثيرات من قبلك.
لست أدري لماذا تراودني في بعض الأحيان هذه الفكرة! يخيل إلى أن بعض الزوجات يتعمدن التخلص من أزواجهن..! مهلا أنا لا أقصد أن تستخدم الزوجة السم مثلا، أو بندقية سريعة الطلقات كي تقضى بها على زوجها سيئ الحظ، فأنا لا أعني مثل هذا النوع من الإجرام الصريح، وإنما أقصد العدوان المقنع الذي تحطم به الزوجة نفسية زوجها، وتفقده احترامه لذاته حتى يغدو مخلوقًا فاشلًا لا قدرة له على تحقيق النجاح والسعادة في حياته!
والغريب أن مثل هذا النوع من الزوجات يصل بهن الأمر بعد ذلك إلى طلب الطلاق.. وتبكي الواحدة منهن أمام القاضي وهي تشرح له ظروف حياتها الزوجية التعسة، والمرأة الأخرى التي يهتم بها الزوج حبا، ومعاملته القاسية المجحفة لها، وهي الضحية المسكينة الصابرة على شرور زوجها ورذائله الكثيرة.
وتنسى مثل هذه الزوجة، أو تتناسى أنها هي السبب في كل ما حل بها من تعاسة، وأن الضحية في الواقع هو الزوج المسكين الذي تحمل كل ما اقترفته في حقه من أخطاء، ظلت تتجمع وتتراكم حتى وصل بهما الأمر إلى قمة الشقاء!
ومنذ مدة وجيزة عاصرت قصة طلاق مريرة، تهدم بسببها بيت كان من الممكن أن تتوافر له مسببات السعادة والهناء، ووقع الشر كله على رؤوس الأطفال الصغار المساكين. وفي المحكمة تبودلت الاتهامات بين الزوج والزوجة. وكل منهما يستشهد بالمعارف والجيران، ووقف الشهود في حيرة واضطراب لا يعرفون هل ينحازون إلى جانب الزوجة أم إلى جانب الزوج، والاثنان من الشخصيات المحبوبة التي يحترمها الناس ويقدرونها.
وبعد أن فحصت المحكمة ظروف الدعوى أصدرت حكمها بقبول الطلاق بدعوى عدم الكفاءة بين الزوجين. ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فلقد اجتمع الأصدقاء المقربون للطرفين لبحث الأمر من جديد..
وأهمني موضوع الطلاق هذا، فعزمت أن أبدأ في تحليله والتعمق في دوافعه الخفية التي كانت سببًا في هدم أسرة كان في إمكانها أن تظل وادعة سعيدة كنت صديقة شخصية للزوجة-أعرفها تتردد على النوادي والمجتمعات بصحبة زوجها أو بدونه، وطيلة المدة التي عرفتها فيها لم أسمعها تثني على زوجها لحظة واحدة سواء في حضوره أو غيابه.. فهو في رأيها على الدوام الرجل الكسول الخامل، الذي لا نفع منه ولا رجاء، يتقاعس عن العمل فلا ينال ترقية أو مكافأة، ويعود إلى الدار مكدودًا كأنه عائد من أقصى الأرض!
وما أكثر النساء اللواتي يعتنقن وجهة النظر التي تبديها هذه الزوجة في معاملتها لزوجها وتقبلها للحياة بوجه عام.! إنهن يكثرن من الشكوى وتمضى بهن الحياة وهن يبكين بدلًا من أن يضحكن، وغالبًا ما ينفض من حولهن الأصدقاء لشكواهن الدائمة. فإذا ما تزوجت الواحدة منهن سرعان ما تفقد زوجها، وتمضي بقية حياتها في تساؤل عن السبب في فشل زواجها، مع أنها أعدت كل ما في وسعها كي تجعل منه زواجًا موفقًا ناجحًا.
وأنا لا أنكر أن الكثير من الأزواج قد يفشلون في توجيه كلمات الغزل إلى زوجاتهم، أو يهتمون بزوجات الجيران مثلا، ولكنني واثقة من أن تسعة من كل عشرة رجال يندفعون في هذا السبيل بفضل ما يلقونه من سوء معاملة الزوجات..!
فهذه زوجة أعرفها. كان قد انقضى على زواجها ما ينيف على العشرين عامًا عندما حلت قريبتها في منزل الزوجية إثر تعيينها في منصب بالمدينة..
كان من الواضح أن هذه الأسرة تعيش في أمن وسعادة.. بيد أن ذلك لم يدم طويلًا، فقد حطمت الأزمة المالية التي حلت بالزوج مشروع بناء بيته الجديد، فتوقف سير العمل.. وزاد الطين بلة أن الشركة التي يعمل فيها الزوج رفضت أن تعطيه سلفة صغيرة يغطي بها أزمته. وكثيرًا ما كانت الزوجة تقول لي:
-مسكين زوجي.. إنه لا يستحق شيئًا مما يحدث له!
ولكنها كانت تلقي إلى هذا القول بطريقة يظهر فيها التكلف واضحًا جليًا، كأنما تؤدي عملا (روتينيا) يجب أن تفعله كل زوجة!
ولقد عرفت الزوج كما عرفت زوجته. كان من ذلك النوع القانط من الحياة. فهو حقًا يحب زوجته وأولاده، ويبذل كل جهوده من أجلهم. بيد أنه كان يخشى الإقدام ويتهيب اقتناص الفرص، ويرى أن المغامرة من شأن الشبان الذين لا زوجة لهم ولا أطفال.
ويبدو أن هذه الأزمة الاقتصادية التي حاقت بالزوجين كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فبدأت تنغص حياة زوجها وتزيد من إيلامه. كانت تردد أمامه كلما وقع بصرها عليه:
-يجب أن نترك هذا المسكين الكبير، وننتقل إلى أي جحر حقير ما دام الزوج الذي أعيش في كنفه مخلوق لا نفع فيه!.. ولعله سيظل على تردده وتخاذله حتى ينتهي به الأمر إلى أن يفقد وظيفته تمامًا!
وأخيًا وقعت المأساة.. لقد عملت الزوجة على تحطيم زوجها تمامًا، ودأبت على النيل منه ومن كرامته. وكانت المخلوقة الوحيدة التي قدرته، وقدرت آلامه في محنته هي القريبة التي سكنت معها.. وانتهت القصة بقبول دعوى الطلاق التي رفعها الزوج! وصاحب الزوجة في مرارة: (أيكون هذا جزائي بعد كل ما فعلت؟..).
والحق أنها فعلت الكثير من أجل تحطيم حياتها الزوجية!
إن البعض قد يلقى باللوم كله على هذه القريبة الخبيثة التي سقت زوج قريبتها دون وازع من خلق أو ضمير، ولكنني ضد هذا الرأي. إنها لم تكن إلا سببًا عارضًا.. ظاهرة مؤقتة لهذا الطلاق الذي كان مقدرًا له أن يحدث. والذنب عندي يقع على الزوجة.. فتصرفاتها في مجموعها كانت تشكل هذه النهاية الدرامية المؤلمة.
لقد داومت على انتقاد زوجها بشكل مرير قاس.. والرجال مخلوقات من لحم ودم، قد تتحمل مرة، ومرتين، ومرات.. ولكنها لا ريب سوف تنفجر في لحظة من اللحظات.. إن النقد هو السم البطيء الذي يسري في دم السعادة الزوجية حتى تصير إلى الفناء والدمار!
فإلى الزوجات اللواتي يقطرن السم في حياتهن الزوجية، بما يسكبنه من لاذع النقد فوق رؤوس الأزواج، أقدم النصح.. إن العلاج ميسور إذا تداركنا الحالة في أولها قبل أن يستفحل الداء، ويغدو الدواء غير ذي قيمة على الإطلاق..
وخطورة هذا النوع من المرض أن صاحبته لا تتحقق من وجوده فيها إلا بعد فوات الفرصة، وعندما يبدأ الزوجان في الافتراق الفعلي… والوقاية هنا بمثابة السلاح الذي يقضى على كل ما قد يعترض ركب الزواج من شقاق.
لقد كانت القصة السالفة الذكر بمثابة إنذار لصديقات الزوجة ومعارفها. فقد بدأن يزدن اهتمامهم بأزواجهن، ويرين الجوانب الطيبة في هؤلاء الأزواج بدلا من أن ينكرنها، ولا يفكرون إلا في توجيه النقد المرير إليهم.
فحاولي يا سيدتي، أنت أيضًا أن تفيدي من هذا الدرس القاسي الذي تلقته واحدة من بنات جنسنا واعملي دائمًا على أن تكوني خلف زوجك، تشجعينه إذا ما أحجم، وتثنين على جهوده التي يبذلها من أجلك ومن أجل أطفالك. ولا تفرطي في نقده وإشعاره أنه إنسان فاشل لا يصلح لشيء فإنك بهذا تحطمين نفسيته، وكرامته، واحترامه نفسه.
وإياك أن تتعللي قائلة:
(ولكنه لا يعاملني بالمثل.. فلماذا أقدم له كل هذا القدر من التشجيع..؟)
وأنت في هذا مخطئة.. فنحن في هذا المقال نناقش دورك أنت كزوجة لا دوره هو كرجل. ومن جهة أخرى ما الذي تنتظرينه من زوجك إذا عاد من عمله منهكا مكدودا فاستقبلته على الباب قائلة:
(لماذا لم ترجع في موعدك بالضبط..؟ ألا تعلم أننا سنستقبل الليلة بعض الضيوف؟ إنني واثقة أنك الرجل الوحيد في العالم كله الذي يكره بيته ولا يطيق رؤيته!).
هل تنتظرين من هذا الزوج أن يبتسم في وجهك ويغمرك بالقبلات..!
والآن قارني بين هذا الاستقبال العاصف، وبين استقبال آخر أكثر حكمة وتعقلا.. إن اللسان الحاد السريع الطلقات في إمكانه أن يخرج كلمات حلوة تقع في أذن الزوج كأنها موسيقى عذبة جميلة: (لقد تأخرت يا حبيبي حتى كدت أنشغل عليك!.. يبدو أن العمل اليوم كان أكثر من اللازم.. فهلا استرحت قليلا قبل أن نشرع في الاستعداد لاستقبال بعض الأصدقاء..؟).
إن زوجا تستقبله زوجته بهذه الكلمات على استعداد لأن يفني نفسه من أجل إسعادها!.
إن من السهل أن تتزوج أي فتاة، ولكن الصعوبة كلها كامنة في الطريقة التي تستطيع بها أن تحتفظ بزوجها.. والتعامل مع الأزواج ليس بالأمر المعقد البالغ الصعوبة. يكفي أن تلتزمي (التكتيك) السليم في حياتك مع زوجك. اعلمي أن الرجل الذي يقول إن زوجته لا تفهمه لا يجانب الواقع إلا بقدر ضئيل! فمعظم الزوجات لا يفهمن الرجال حقًا!
فحاولي يا سيدتي أن تتجنبي بقدر الإمكان أن تلذعي زوجك بلسانك المرير. وضعي نصب عينيك أن تكون كلماتك حلوة عذبة فإن هذا كفيل برفع روح زوجك المعنوية، ودفعه إلى النجاح.. والأمر من قبل ومن بعد في يدك أنت!.
أسرع السبل لفقد الأزواج:
• حاولي أن تقاطعيه عندما يتحدث أمام مجموعة من الناس.
• ذكريه دائمًا أنه أصبح سمينًا، وأن سمنته تزداد.
• عندما يقص إحدى قصصه المفضلة، صححي له كل كلمة يقولها.
• أخبريه دائمًا أن أزواج الجارات هم أصلح الأزواج في نظرك.
• حطمي دائمًا ثقته بنفسه.
• حاولي أن تصححي كل أخطائه أمام الناس.
• اجرحي كبرياءه بشتى الطرق.
-نُشر أولًا بموقع حياتك.
لا تعليق