نجاح زوجك في الحياة هو نجاح لك آخر الأمر.
فإذا أردتِ أن تدفعيه إلى النجاح..
لا تكوني كهؤلاء الزوجات الستّ
إنك حري أن تجد وراء كل رجل ناجح امرأة ذات عقل راجح، فهي شريك (صامت) في نجاحه. والزوجة غير الملائمة يمكن أن تقضي على روح الكفاح والطموح في أي زوج، لأنها تثبط همته، وتخمد نشاطه حتى يفقد الحماسة التي قد تكون لديه للنجاح. بل إنه قمين أن يرحب بالفشل كي يرضي سخطه على الحياة!
وقد سمحت لي ظروف عملي سنوات طويلة في الاستشارات النفسية أن أراقب العلاقات اليومية بين الأزواج والزوجات، وتسنى لي أن أحدد أنواع الزوجات اللواتي يقصرن في عون أزواجهن والإسهام في نجاحهم. وقد يكون من الطريف أن نعرض هنا صوراً من شخصيات تلك الزوجات وسلوكهن..
1- الزوجة (الخائبة)!
كان لي زميل في وقت ما سنسميه هنا (هارفي) ولست أدري أين طوحت به المقادير الآن، وأشك كثيرًا في أنه أصبح شيئًا مذكورًا.. والفضل في هذا الخمول لزوجته!
عندما التقيت به أول مرة، كان يبشر بمستقبل طيب في قسم الأبحاث بمؤسسة كبيرة للبيع. بيد أنه تزوج امرأة من النوع (الخائب) الذي لا يعرف كيف يبت في أي شيء أكثر من تنسيق الفراش، وإعداد وجبات الطعام. فكان تليفونه في المكتب يرن جملة مرات في اليوم الواحد ليحمل إليه صيحات الاستغاثة من البيت! ومن ثم كان عليه أن يتولى بنفسه كل الأمور البيتية، ابتداء من صنبور المياه الذي يتساقط منه الماء، إلى شراء البترول للموقد!
وبطبيعة الحال لم يصل هذا إلى علم المدير إلا بعد مدة من الزمن، أما جميع الزملاء فكانوا على علم بالموقف منذ البداية!..
وأُقصي (هارفي) من وظيفته وحل محله شخص آخر أكثر منه تفرغًا لأعباء العمل.
ولا شك أن هارفي كان يحب زوجته جداً، وأنها أيضًا كانت تحبه جداً. ولكن مبلغ علمي أن هذا الحب جنى عليه، وأنه إلى اليوم يحاول عبثًا في كل وظيفة يلتحق بها أن يدير أمور العمل والبيت من مكتبه في وقت واحد.
2- الزوجة الشاكية:
والطراز الثاني من (الزوجة المشكلة) هو طراز الشاكية المتذمرة التي لا ترضى عن شيء، ولا صبر لها على شيء! فهي دائمًا تنغص حياة زوجها حتى يضطر إلى أن ينشد راحته في مكتبه، بدلاً من أن يستريح في البيت ليتمكن من بذل مجهود متزايد في عمله كل يوم!
فإن الساعات التي يقضيها في البيت تكون غالبًا سلسلة من التذمر والشكاوى تكفي لتحويل الزوج المتعب من العمل إلى خرقة رثة مفتتة الأعصاب، وهي الساعات التي كان ينبغي أن ينشد فيها الاسترخاء والراحة من العناء والجد!
ولا عجب أن أزواج هذا الطراز من النساء يظلون مغمورين في أعمال حقيرة؛ ذلك أنهم أكثر عناء وأشد تعبًا من أن تواتيهم القدرة على النجاح!
3- الزوجة (الدكتاتورة):
وهناك فكاهات كثيرة شائعة عن زوجات يقلبن دائمًا جيوب أزواجهن ويفتشنها، وينشلن ما قد يكون فيها من النقود.. وفكاهات أخرى أو (تشنيعات) عن زوجات يقفن عند باب المكتب الخارجي في يوم صرف المرتبات للاستيلاء على المبلغ كله فوراً. وهذا النوع من النساء (دكتاتوري) النزعة، يرغم الرجل دائمًا على ألا يقول شيئًا أو يفكر في شيء إلا بعد إذن (السلطات العليا)!.
ولكن المسألة ليست نكتة على الإطلاق. فأنا شخصيًا أعرف رجلاً عملاق الجسم، ولكن زوجته القصيرة النحيفة التي تزن أربعين كيلو جرامًا هي التي تسيره بشكل فاضح!. وذلك أمر قد يثير الضحك لسخافته، ولكنه في الواقع مأساة!
فالرجل الضخم المسكين فقد كل ثقة له في نفسه، وتعطلت كفاياته ولبث عشر سنوات لم يظفر فيها بترقية واحدة! ويكفي لتصوير سوء موقفه في عمله أن العبارة الشائعة المرادفة لذكر اسمه كانت (أنه يرقص بمجرد أن تفرقع له زوجته بأصابعها)! وصار رأي رؤسائه فيه أنه لا يمكن أن يصلح للإدارة الحازمة ما دام قد سمح لزواج هذا شأنه أن يستمر، دون أن يخرج عليه، فيصلحه أو يفترق عن هذه الزوجة الطاغية!
وكانت زوجته تذهب يوم صرف المرتبات لترابط أمام الصراف وتتسلم المبلغ فوراً من بين يديه الضخمتين أمام أعين زملائه كلهم. وكانت هي التي تنتقي السيارة التي يركبانها، والملابس التي يرتديها، والبيت الذي يقطنانه. فكل شيء في تصرفاتها يعمل على التقليل من شأنه وشأن تصرفاته حتى قيل في ملف خدمته السري (أن له جسم عملاق ونفسية فأر)!
4- الزوجة (الفضولية):
ومن المسيء أيضًا لأعمال الرجل وسمعته أن تكون زوجته من طراز فضولي، تتوهم أن من واجبها أن تأخذ على عاتقها رعاية مستقبل زوجها.. فتعمل على توثيق الصلة بزوجة مدير عمله، أو بمدير العمل نفسه، حتى يكون زوجها ذا حظوة لديه، ولتزكي كفاية زوجها، فإن (المسكين متواضع جداً لا يعرف قيمة نفسه)!.. وهذا جدير بأن يضعف مركز زوجها في العمل، ويقلل من شخصيته باعتباره صنيعة زوجته!..
5- الزوجة (المسرفة):
ويجب ألا نغفل في هذا السياق الزوجة المسرفة المتلافة. وما أكثر نساء هذه الفئة!.. أن الواحدة منهن تكبل زوجها فلا يتفرغ لتحسين عمله وتقدمه وبخاصة، لأنها ترهقه دائمًا بالفواتير، والكمبيالات والحسابات الجارية في المحلات المختلفة، فلا يهنأ الزوج براحة بال أو راحة جسم ولا يجد ما ينفقه على التسلية أو على مظهره الشخصي، لأن زوجته تنفق بلا مبالاة في أشياء لا تلزمها مطلقًا، من فراء، وجواهر، ومآدب، وعطور.. وعلى زوجها أن يبحث عن أعمال إضافية لا تجدى في تحسين مستقبله، بدلاً من الاستمتاع بالراحة الجسدية، والعقلية والعصبية، فضلا عن شعور التعاسة والضياع والقلق من الديون، أو مما يمكن أن تقدم عليه زوجته بغير علمه في أي لحظة فليس من عادتها أن تناقش معه المشتريات قبل وصولها إلى البيت فعلاً!..
وأنا لا أعفي الزوج نفسه من الملام. فإما أنه رخو، أو أحمق. أو بقرة حلوب. والقانون لا يحمي الذين لا يحمون أنفسهم! وفي الوقت نفسه لا عذر للزوجة في رخاوة زوجها، فليس المفروض أنها مستغلة، بل شريكة له!
6- الزوجة (المتأنقة):
وأخيراً، أمامنا طراز الزوجة الأنيقة أو المتأنقة، التي تظن أنه ليس عليها من واجبات سوى التجول في المتاجر الكبرى، أو زيارة الصديقات والنوادي لإزجاء الوقت!
وهذا النوع ليس أقل فسادًا من النوع المتلاف. لأن الزوجة المولعة بالمجتمعات تهمل قطعًا شئون البيت، وتكثر من السهر في الخارج، فلابد لها من النوم سحابة النهار، فهي لا تعد إفطاراً ولا تشرف على طعام. وما أن يحضر الزوج حتى تكون قد تأهبت للخروج قبل أن تفوتها مواعيد السهرات! وعلى زوجها في الغالب أن يخرج معها أو يلحق بها، كي يكون جديرًا بزوجته اللامعة في دوائر المجتمع. وبذلك يحرق المسكين شمعة جهوده من طرفيها، فهو مجهد بالعمل، مرهق بالسهر.
ومثل هذه الزوجة لا تكف عن المقارنات المهينة بين زوجها وبين زوج فلانة وعلانة، بحجة حث زوجها على التقدم والإثراء.. ولا تكون لذلك نتيجة سوى تدهور أعماله، فإما الإفلاس السافر، وإما ركود الحال، وعجزه عن النجاح والتقدم.
وأحسب أن هذه النماذج كافية لتوضيح معالم سلوك الزوجة العاقلة.. فما سقناه هو ما يجب أن تحذره الزوجة.. وأما ما يجب أن تفعله، فعليها اكتشافه، ولن تعجز عن ذلك، ما دامت أقبلت على الزواج بروح الشركة الحقيقية، والمحبة غير الأثرة، ومادام لديها عقل وإرادة وعزيمة لإنجاح زوجها وتقديم ما في وسعها من الإمكانيات لذلك النجاح.
من مجلة (يورلايف)
-نُشر أولًا بموقع حياتك.
لا تعليق