في مقال سابق استفضت في الحديث عن الأساس النظري لفهم الجنسية المثلية من وجهة نظر مدارس علم النفس المختلفة.
لكنني أردت اليوم أن نسمع عن هذا العالم من أصحابه، ولذا سأنقل لكم رسالة كتبها صديقي «چوزيف مرلين»، وهو أحد الذين نجحوا في استعدال ميولهم المثلية بعد رحلة علاج طويلة.
وقد اخترت رسالة چوزيف لبراعته في الوصف، ودقّته في رصد حركيّات اكتساب الميول واستعدالها، وقد قمت بترجمة رسالته بعد إذن مباشر منه، تعالوا بنا نستمع لكلماته بقلوبنا قبل عقولنا.
«صديقي العزيز،
لا تظن أنني لست أفهمك ولا أدرك معاناتك، فأنا أفهمك جيدًا، لست أزعم أنني أفهم كل شيء، بل لا أجرؤ على ذلك. كل شخص يختلف عن غيره، وكلٌ لديه قصته الخاصة. لكني أود أن أخبرك بشيءٍ ما، فحاول أن تسمعني، وضع جانبًا كل شيء … زواج المثليين، والحقوق المدنية، والكنيسة الرجعية. … دعك من كل شيء لثوان؛ فمضمون هذه الرسالة شيء آخر؛ إنه السعادة!
أود أن أحدّثك عما تشعر به في الحقيقة، قل لي إذًا كيف حالك؟ ليس في المستوى السطحي، بل عميقًا داخلك، هل تشعر بالسعادة؟ أعرف أن بإمكانك أن تجيبني بأنه لا يوجد سعداء، وقطعًا هذا النوع من السعادة غير موجود، لكن هل تظن أنك على سبيل الوصول إليها بشكلٍ ما؟!
قد تكون إجابتك بنعم، وربما يكون الطريق الذي اخترتَ أن تحياه الآن هو أفضل طريق وجدته بعد كل ما عانيتَ يا صديقي، توكيد هويتك المثلية. ولست أنوي أن أشكك في اختياراتك، فلعلها هي الأفضل لك، ولعلك تستمتع الآن بالسعادة الحقيقية، لكن بالنسبة إليّ سارت الأمور بشكل مختلف.
أود يا صديقي أن أخبرك بتجربتي التي خضتها، ولكن من أين أبدأ؟ وكم من الصعب أن أصيغ تجربة إنسان في بضع كلمات، فليست هي من أحرف وأفكار، وإنما كتبتها الحياة باللحم والدم، بالبصر واللمس، أو قل شيئًا ما من الاستبصار الواعي. ولذا فسأحاول أن أقص حكايتي من البدء باختصار وبتسلسل الزمن.
لقد عُرفت دومًا أنني (مثلي/ جاي Gay) ولم يكن لدي شك ما لو كنت غيريًا «غير مثلي»، وفي مرحلة دراستي المتوسطة صرت أكثر وعيًا بانجذاباتي، لكن عميقًا داخلي كان شيئًا ما يخبرني أنني لست كذلك.
وفي ذلك العمر تحدثت مع أحدهم عن ذلك، وأذكر أنني قلت له: «لقد كان الأمر كما هو منذ أن وعيت الحياة»، أقول هذا لتدرك كم كان شعوري بمثليتي متجذرًا داخلي. حينها لم يشغلني التساؤل عما إذا كنت وُلِدت مثليًا أم أنني اكتسبت ذلك، ولا حتى ذهب بي التساؤل عن «لماذا أنا هكذا؟!»، كان ذلك بلا فائدة بالنسبة إلي، ما كان يهمني هو أنني ما أنا عليه، لم يكن لدي أية رغبة أو إمكانية في تغيير الأمر عما هو عليه. وكان علي أن أتعايش مع الأمر.
مبكرًا جدًّا، بدأت في مواعدة البعض، معظمهم ممن تعرفت عليهم خلال الدردشة، وكانوا في الأغلب أكبر مني سنًا. وما أن تفهمت ما أنا عليه حتى بدأت في تدبر أمري للتأقلم مع الوضع واستكشاف نفسي، أذكر أنني وفي ذلك العمر -مرحلتي المتوسطة- كنت قد التقيت بالعديد من المعالجين في المشورة المدرسية، وقد قاموا بواجبهم في إخباري بأن مثليتي ليست مشكلة، وأن علي قبول نفسي كما هي، وأن أكف عن المعاناة بسبب رهاب المثلية لدى المجتمع، وهو ما قمت به.
لقد انخرطت في بعض القصص، بعض المواعدات، أن أصارح البعض بما أنا عليه، وعلي أن أعترف بأنني قابلت من تقبلني كما أنا، ومن نصحني بأن أتعامل مع الأمر بيسر، وأن أستكمل المسير في طريقي. وإذا كانت هذه هي حقيقتي فقد وجدت الحق في التعبير عنها. بل إن بعضهم، من الفتيات غالبًا، قد خفق قلبي لحديثهم عن شجاعتي، وكم يرونني شخصًا مميزًا، ومنحوني شعور الدفء والارتياح.
وبالرغم من ذلك، في نقطة ما، أدركت أن شيئًا ما لا يسير في المسار الصحيح … كان ذلك في مرحلة الثانوية، في مدرسة تهيمن عليها أغلبية من الفتيات وقليل من الفتيان هنا وهناك. أجل … الفتيان، حيث كنت وببساطة عاجز عن التواصل معهم، كنت أراقبهم من بعيد، كانوا مختلفين عني. كنت أراهم أغبياء، سطحيين، بلا مشاعر، عاجزين عن فتح حوار مع النساء (وكنت متميّزًا في ذلك)، وأحيانًا ما كنت على صواب. وربما كنت في كثير من الجوانب خيرا مما كانوا عليه، فلماذا أجدني منجذبًا إليهم في الوقت الذي يصعب عليّ حتى أن ألقي عليهم التحيّة؟!
كنت أحكم عليهم بالدونية والغرابة، وبالرغم من ذلك فإنني -أحيانًا- وبينما كنت أسمعهم يتفوّهون بالهراءات بعد فصل من كمال الأجسام أو مباراة كرة قدم، أراني على استعداد لفعل أي شيء، فقط لأشعر أنني واحدٌ منهم. لكن كيف؟
ثم حدث شيءٌ ما..
أحدهم، وقد كان أوسمهم وأجرؤهم، وبالنسبة إلي كان أكثرهم ذكورة بدأ في الانفتاح علي، ووجدتني بمزيجٍ من البهجة والخوف أبذل جهدي لأكون صديقًا له. كنت أستغلّه كقناة للانتماء للآخرين، الذين لا يزالون بعيدين عني، لكن صداقتنا سببت لي المعاناة.
على النقيض مني، كان باستطاعته التعامل مع أي أحد. لكن كان عليه أن يكون لي، ولي فقط، وأن أكون أنا محور اهتمامه، ومحط انتباهه. كان علينا أن نكون حميمين إلى بعضنا البعض، درجة الحميمية التي كانت بيننا لم تكن قط كافيةً بالنسبة إلي. لقد كنت أتخطى حاجز محبته، كما أظن. أو لعلّي كنت أود لو كنت أنا هو؟! لم يكن باستطاعتي الفهم ولا التفرقة. بعد كل ذلك كانت الضربة القاضية حين جاءني ذات يوم وقال لي: «إنك مهووس وحزين، ولا أراني أرغب أن نكون قريبين بعد اليوم، أنا أرغب في البقاء مع الآخرين، فلتدعني لهم!»، ووجدتني أنحدر إلى هاوية الهجران. لماذا لم أكن كافيًا بالنسبة إليه؟ لماذا لا شيء لي وكل شيء للآخرين؟ وكيف يكون ممكنًا أن أصبح واحدًا منهم؟ شعرت باحتقارهم لي، كما لو كانوا يرونني غير ذي قيمة لهم، لكنني رغبت في رجولتهم بشدة، وغالبًا ما كانت تراودني بعض التخيلات الجنسية عنهم!
وبدأت المعاناة، وخاصمني النوم، وكنت دائم التفكّر فيهم، وفيه. كنت أفكر بهم، لكن بينما أكون في المدرسة كان يغلبني خوف شديد يبقيني بعيدًا عن أي علاقة. كنت أهرب بعيدًا، رفضتهم، وأردتهم كما لم أكن من قبل. وأصابني الكثير من عدم الارتياح طيلة ساعات الدراسة، وكان من الصعب الخلود للنوم في ساعات المساء. كنت بعيدًا عنهم وأردت الاقتراب، بينما لم أكن أعلم كيف أفعل، ووجدت ملجئي في خيالاتي.
وانتهى بي الأمر في غرفة المعالج النفسي، ومن هنا خرج عالمي الداخلي الخاص من عمق أعماقي إلى النور..
أفصحت عن الكثير من ديناميات أسرتي عن نفسها وأنماط التعامل والحركية النفسية فيما بين أعضاء الأسرة، والتي كنت ضحيتها: أم حزينة، مفرطة النقد واللمز لزوجها، وأب جاف منفصل عنا شعوريًّا، وفي ذات الوقت حاضر بقوّة في دوره السلطوي، ولكم تملكني الرعب منه. شديد البعد والسكون، على الأقل كيفما استقبلته.
وبدأ كل شيء في الوضوح، الانفصال الدفاعي الذي احتميت به منه، وبالتبعية من عالم الرجال بالكلية، وما ترتب على ذلك من الاتصال المرضي بالأم والتي كانت مهمتي أن أداوي جراحاتها. أين كانت حجرتي الخاصّة؟ وأين كانت المساحة التي أتيحت لي كطفل أن أكون الفرد الذي كنته؟ كل محاولاتي للتحرر والتلقائية قد أجهضت، وما كان بمقدوري الخروج عن النص الذي كُتِب لي، لأن عاقبة ذلك كان الهجر والزجر.
وأنا لا أتكلم هنا عن عائلة غير فاعلة، أو نوع ما من الإساءة أو سوء المعاملة، كانت عائلتي ما يمكن وصفه بالعائلة العادية، لكنها بالنسبة إلي قد ألحقت بي الضرر البالغ.
ومع معالجي، بدأت في تحليل نمط علاقاتي الحالية أيضًا. وحتى في هذا الجانب اتضح لي الكثير، بدءًا من المواجهة الحقيقية لفصلي الدراسي الذي لطالما أساء لي، واتضح لي كيف كنت أحسدهم لما شعرت به من الدونية تجاههم. واتضح لي كيف كنت أجنسن الفتيان الذين استقبلتهم مختلفين عني، أصحاب الصفات التي كنت أشعر أنها تنقصني، وكل ما له علاقة بالصورة المثالية والبعيدة التي كانت لدي عن الرجولة والذكورة. وكان الأمر يزيد وضوحًا شيئًا فشيئًا، لم يكن الأمر أنني أردتهم على محمل جنسي، وإنما أنني تقتُ أن أكون أنا … هم!
مع معالجي توافرت أدوات أخرى لديّ، أن أجتهد في الانتماء إلي بني جنسي من زملائي الرجال بشكل آخر، أن أجد اتصالًا آخر غير الذي كان لدي في خيالاتي وسلوكياتي الجنسية.
كان الأمر بمثابة عالم غريب بالكلية وغير مكتشف بالنسبة إلي، وتطلّب الأمر جهدًا والتزامًا يوميًا، أن أدفع نفسي للتغلّب على طبقات من الخزي والانفصال الدفاعي، وكان الأمر نضالًا آخر يختلف عما سبق وحتى هذه النقطة في علاقاتي، كان جهدًا لإعادة وصلي بنفسي والآخرين من حولي.
وباختصار، كان علي مواجهة أعمق مخاوفي، بدلًا من الهرب ومداواتها بالتخيلات.
وها أنا أتذكّر شيئًا، ذكرى من الوضوح كما لو أنها حدثت بالأمس. كنا جميعًا هناك، الفتيان. أنا والشاب الذي أعجبت به من سنتين والبقية … ضحكنا وتمازحنا، والفتيات اللائي اعتدت عليهن وجدتهن أبعد قليلًا عني. لا أعرف كيف أشرح الأمر. ربما كنت حينها أتلقى جزاء الجهد الذي بذلت في البحث عن هويتي. وتقريبًا بشكل مفاجئ، وجدتني أحدهم. بهذه البساطة. لم أعد منجذبًا إليهم. لم يعد ثمّة احتياج. كنت هناك معهم، بلا خوف، وجدت بينهم موضعي. الموضع الذي لطالما تقت إليه في عالم الرجال.
وفي المدة التي تلت هذه الذكرى، أدركت أنه كلما انغمست في هذا الموضع، تلاشت الانجذابات، ولا أدري كيف أصف -للذين عانوا صعوباتي- البهجة التي غمرتني حين اتصلت بشكل طبيعي مع الرجال. رجلًا لرجل بلا فرق، عيني بأعينهم كإخوة، في مركبٍ واحد … لا أعرف كيف أصف شعور تبادل الأحضان الرجولية بلا رغبة في سرقة شيءٍ ما، ولا شعور بالنقص والدونية..
البهجة التي تجدها في جمع كل شجاعتك للعودة لحمى المعركة التي لطالما أخافتك وجذبتك في ذات الوقت. |
في مباراة كرة قدم -على سبيل المثال- حيث تشعر بأنه ليس عليك أن تصبح بطل اللعبة، ولكن أنك تستحق أن تلعب، وأن تتقبل بعض الإرشادات لأنك لم تلعب منذ سنين.
بهجة أن يمرروا لك الكرة والتي ربما صوبتها فأحرزت هدفًا، بهجة أن تستكشف نفسك كرجل، في غرفة الغيار … لست رجلًا غير اعتيادي، لكن رجلًا كفاية، ذا قيمة.
وحين وصلت بي رحلتي إلى هنا، أدركت حينها أنني وجدت سعادتي. هنا حيث رغبت أن أكون منذ البدء، طيلة حياتي، والتي قاتلت لأجلها هي حتى لا أسقط في هاوية الصعوبات والوساوس التي كنت حبيسها وحيدًا داخلي.
ثم تسارعت الأمور، وجدت قوة متسارعة ومتزايدة في علاقاتي، ودرجة عالية من المبادرة في قراراتي، وفي التحدث إلى والدي. تلك اللحظة التي احتضنته فيها وهمست باكيًا: «لقد أسأت إلي وآلمتني، لكنني أود أن أكون رجلًا مثلك».
ولا أعلم كيف، لكنني قبلت فتاة في موقفٍ ما، ولم يكن الأمر بصورة تحول غير مفاجئ، ولا أعلم لماذا فعلتها، كان شيئًا ما يدفعني في هذه الناحية. وربما الآن، أنا أرى الفتيات شيئًا آخر مغايرًا عني، وأجد لدي الشغف بهن، والفضول الجنسي أيضًا. وأجد أثرًا ماديًا لذلك من جسدي، وهذا أمر ظل ينمو داخلي. وحينها أدركت من كنت وماذا أردت.
حسنًا، مرت عشر سنوات على ذلك، وبالطبع فقد حدثت الكثير من الأمور. وكثيرًا ما قلت: هذا يكفي، لقد نلت كفايتي مما أردت وعلي التوقف، ولكنني أدركت أن رحلة نضجي النفسي واكتشافي لحقيقة ذاتي لن تنتهي وأنها مستمرة. عرفت مواطن ضعفي مع الكثير من السقطات، ووجدت أن الألم الذي اختبرته في طفولتي كان أبعد مما ظننت. وتلك القصة عن الفتاة التي قبلتها لم تمتد لأبعد من ذلك، ثم قابلت امرأة، قويّة ورقيقة في ذات الوقت، والتي دعمتني ودفعتني لأكون ما ولدت لأكونه.
حسنًا، لقد نسيت أمرين؛ أولهما أننا تزوجنا، والثاني أنني اليوم معالج نفسي، وأعمل مع الصبية والأحداث في مجال تنمية الهوية الجنسية. وأحلم بعلم النفس الذي يمنح كل أحد فرصة أخرى لمداواة الجراح التي نالت منه في الطفولة، مثلما كان معي، أحلم بعلم النفس الذي يمنح الأدوات لجعل الناس يقدمون أكثر وأكثر على اتخاذ قراراتهم بحرية ووعي، والذي يعين الناس على البحث عن قيم إنسانية ثابتة وإيجابية، كلما كان ذلك في الإمكان. وكم أشعر بالامتنان لمعالجي الذي كانت فيه هذه الصورة، والذين صدّق أنني أستطيع!
لماذا أخبرك بكل ذلك؟ باستطاعتك أن تلقي بكل ما قصصته عليك من أمري جانبا، وأن تشكك فيما بينك وبين نفسك بقصتي، ربما تقول: «إنك لم تكن مثليًّا»، أو «لستَ سوى مسكين تم غسل دماغه، وكبت ميوله المثلية» … وربما لا. ربما تسمح لنفسك بالتساؤل بعد كل ما كتبته، لعلك تجد مني شيئًا يشبهك … وبإمكاننا أن ننظر في عين أحدنا الآخر لنخبر بعضنا بقصتنا بشكلٍ ما..
ربما عانيتَ الكثير، وأنك تخاطر بإضافة الزيت إلى النار، والألم إلى الألم. وربما لا يكون للأمر علاقة باستبطان رفض المجتمع، وما يزعمونه من جين المثلية، أو للحقيقة المزعومة بأن الحب سيبقى حبًا دائمًا.
ربما شيء ما قد انكسر داخلك في عمق هويتك كرجل أو امرأة، وربما حدث ذلك في زمن بعيد بحيث لم تعد تذكره. وربما أيضًا يوجد صوت في عمق قلبك، يخبرك بأهمية أن تولي معاناتك بعض العناية، فأنت تستحق ذلك.
وبغض النظر عن اختيارك الذي اتخذته أو الذي ستتخذه في المستقبل؛ فإن الخطر الذي تخشاه وتهرب منه بعيدا هو أن تنظر داخلك، في ذلك الثقب المظلم، لكن لعله بإمكانك أن تنظر وتنجو كما نظرت أنا ونجوت، وأنت تستحق.
لا تتوقف عند الخيار الوحيد الذي طُرِح عليك، وليس الأمر بأن تجاهد نفسك لتكون غيريًا، فما أتحدث عنه هنا شيء آخر بالكلية.
لا تشغل نفسك كثيرا بالنتيجة وما قد ينتظرك في نهاية الطريق، ما يهم هو أن تكون أمينًا في رؤية من تكون أنت على الحقيقة، وأين كنت وأين يمكنك أن تكون، وأهم من كل ذلك، من تود أن تكون اليوم؟ وتحرّك في هذا الاتجاه.
حقيقة هويتك هو ما تقامر عليه هنا. فلا تخش من مواصلة المسير ومتابعة الطريق نحو السعادة.
جوزيف مرلين.
وهنا انتهت رسالة صديقي جوزيف، وإن كان أثرها باقيا.
– نُشر أولًا بموقع صحتك.
لا تعليق