دليل تربية الابناء

تلهمنا بعض العائلات بنوعية الحياة الأسرية التي نريدها، فنتشجع حين نرى أن هذا ممكنًا، حين نرى ثمرة البيئة الصحية التي وفرها الوالدان لأطفالهم عبر سنوات طويلة، فلا توجد وسيلة سريعة نستطيع أن نحقق بها ذلك، ولكنها عملية استثمار تحدث في أكثر من مستوى، وتتطلب رؤية وخطة وعملاً جادًا. لكنها حقًا تستحق كل هذا الجهد، فأبنائك هم ثمرة حياتك وامتدادك بعد مماتك.

إن بناء الإنسان عقلً ونفسًا وروحًا وجسدًا وسلوكًا= هو أشرف مهمة يُمكن أن يقوم بها إنسان نحو إنسان آخر، وهي المهمة التي نسميها تربية ونسميها تعليمًا، ومهما كان أسماؤها فإن الذي ينبغي أن يكون حاضراً هاهنا هو عظمة هذه المهمة النبيلة.

خلال أربع سنوات مضت قمتُ بتقديم برنامج تعليمي أسميته: (برنامج التأهيل التربوي)، وقد خاض رحلة البرنامج معي جمع كريم من الآباء والأمهات، بل شرفت فيه بمن لم يتزوجوا بعد أو يُرزقوا بأبناء، شاركوا رغبة منهم في الاستعداد المبكر لهذه المهمة النبيلة.

وخلال هذا البرنامج استعرضنا عددًا من المواد العربية والغربية جعلناها مادة للقراءة والنقاش، وقد انتخبتُ في هذا الكتاب بعضها، قد تصرفت فيه وعدلت فيه وحررت أفكاره ومضامينه وشيئاً من عباراته، وأرجو أن يكون هذا المجموع المنتخب مفيداً لقرائه، نافعاً لهم، معيناً لهم على الخروج من تشوش تعدد خيارات القراء في مجال التربية.”