للأستاذ محمد فتحي

المستشار وأستاذ علم النفس الجنائي بجامعة القاهرة

 

1. هل يدعو الحب إلى الجريمة… متى وفي أي الظروف؟

2. هل لمعاملة الآباء مع أبنائهم دخل في هذا النوع من الجرائم؟

3. هل للجريمة سواء كانت بدافع الحب أو غيره بذور في الطفولة؟

جرائم الحب نوع من أنوع الجرائم العاطفية أو الوجدانية التي تقع عادة ضد النفس. وهي الجرائم التي يكون الدافع إلى ارتكابها عاطفة معنوية أو وجدانًا معينًا، ويكون العدوان أو الإساءة فيها موجهًا إلى شخص مقصود بالذات، على نقيض الجرائم المادية أو الاقتصادية التي ترتكب بقصد الحصول على المال أو المتاع، بغض النظر عن شخصية صاحبه… بيد أن هناك من الجرائم ما يكون مزيجًا بين النوعين، وذلك حينما يكون الاعتداء على المال يرمي إلى تحقيق هدفين وهما الحصول على المال أو المتاع للانتفاع به مقترنًا بالرغبة في الانتقام! أو التشفي من شخص المجني عليه لاعتبارات عاطفية أو وجدانية.

ثلاثة مصادر للجريمة

إن نظرة تأمل في السلوك الإجرامي إجمالًا قد تكشف لنا عن الحقيقة التالية وهي أن كل جريمة لا بد أن يكون مردها إلى غريزة من إحدى الغرائز الكبرى الثلاث وهي: غريزة الذات، وغريزة الجنس، وغريزة الاجتماع.

1. جرائم الذات

والجرائم المستمدة من غريزة الذات تشمل النوعين السابقين من الجرائم؛ أعني الجرائم المادية والجرائم الوجدانية، فتكون تارة مادية، إذا كانت ترمي إلى تحقيق حاجة من حاجات البدن المادية كالطعام والكساء والمأوى، أو بدافع الطمع والجشع المادي بقصد الثراء على حساب الغير كجرائم السرقة والنصب والتزوير وما إليها، والتي ترتكب دون حاجة ملحة إلى المال.

وقد تكون تارة أخرى وجدانية، إذا كانت تهدف إلى إشباع شهوة ذاتية كالانتقام، أو الدفاع عن الكرامة الشخصية، أو الاعتداد بالذات أو ما إليها.

2&3. جرائم الجنس والاجتماع

أما الجرائم المستمدة من غريزتي الجنس والاجتماع، فهي دائمًا وبلا استثناء من الجرائم الوجدانية أو العاطفية؛ ويكون العدوان فيها، عادة، موجهًا إلى الأشخاص والأنفس… فإذا تعداه إلى المال فإنما يكون ذلك بقصد الإساءة إلى شخص صاحب المال أو الانتقام منه، وليس بقصد الحصول على المال… وقد يكون المال أو المتاع المسروق رمزًا لا شعوريًا لعاطفة جنسية فيكون كبتًا مرضيًا، أو بدافع الجوع العاطفي والحرمان من الحب؛ حيث يعتبر المال في نظر لا شعور الجاني رمزًا لهذا الحب الذي سُلب منه ظلمًا.

والجرائم المستمدة من غريزة الاجتماع لا تهدف إلى تحقيق مصلحة ذاتية بل إلى تحقيق مصلحة اجتماعية، وربما انطوت على فضيلة من أسمى الفضائل وهي التضحية وإنكار الذات، كما هي الحال في جرائم الجاسوسية، أو الفداء في سبيل تحقيق فكرة وطنية سامية، أو عقيدة دينية أو سياسية.

وقد ترتكب جرائم الغريزة الاجتماعية نزولًا على حكم تقاليد البيئة الاجتماعية الخاصة التي ينتمي إليها الجاني، ومن أظهر الجرائم التي من هذا القبيل جرائم القتل دفاعًا عن العرض، أو للأخذ بالثأر، المتفشية في البيئات التي تدين بمثل هذه التقاليد، وخاصة بين أهل الصعيد.

أما الجرائم المستمدة من الغريزة الجنسية فأظهرها وضوحًا جرائم الحب وهي بيت القصيد.

  • غرائز فرعية للغريزة الجنسية

والحب عاطفة فطرية لدى الإنسان وسائر الحيوان، وهي المظهر الوجداني للغريزة الجنسية… والغريزة الجنسية في أوسع معانيها تشمل غرائز فرعية ثلاث وهي:

1- مركب الحب الجسماني (Physical Sexual Sub- Complex).

2- مركب الحب المعنوي (Ideal Sexual Sub- Complex).

3- مركب الحب العائلي (Domicile Sexual Sub- Complex).

وعاطفة الحب، تبعٌ لذلك، فقد تكون حبًا جسمانيًا أو شهوة جسمانية، وقد تكون حبًا معنويًا أو روحيًا، وقد تكون حبًا عائليًا كالحب الوالدي والحب المتبادل بين سائر أفراد الأسرة والأهل والأقارب.

والحياة الزوجية السعيدة هي التي تجمع بين هذه الأنواع الثلاثة من الحب وقد جمعت في الآية الكريمة: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) فالسكنى إشارة إلى الحب الجسماني، والمودة إلى الحب المعنوي، والرحمة إلى الحب العائلي…

وجرائم الحب هي الجرائم التي يكون مردها إلى غزيرة من هذه الغرائز الفرعية الثلاث.

  • الخيانة الزوجية

فجريمة الزنا التي تقترفها الزوجة المحصنة أو الزوج المحصن قد يكون مبعثها الحرمان الجنسي الجسماني أو العاطفي في الحياة الزوجية، أو التعطش إلى الإنجاب إذا كان الزوج عاجزًا عن الإخصاب… وربما كانت جرائم الخيانة الزوجية من أبرز الأمثلة لجرائم الحب، إذا كان الدافع إليها مباشرة إشباع نزعة من تلك النزعات الثلاث التي سلف ذكرها… أما إذا كان الدافع، إليها ماديًا، كالحصول على المال أو تحقيق مصلحة أو بلوغ مأرب معين فقد خرجت الجريمة عندئذ عن نطاق جرائم الحب ودخلت في زمرة الجرائم المادية المستمدة من غريزة الذات..

كذلك إذا ما ارتكبت جريمة الخيانة الزوجية بدافع الانتقام من الزوج الخائن، فإن مبعثها غريزة الذات لا غريزة الجنس.

وكثيرًا ما ترتكب جرائم القتل أو الاعتداء على النفس إشباعًا لنزعة جنسية مرضية، كما هي الحال لدى المصابين بالنزعة السادية، الذين يتلذذون جنسيًا عند تعذيب فريستهم، أو في حالات القتل الجنسي بالجملة، المعروفين بالسفاحين.

  • جرائم الغيرة

وكثيرًا ما ترتكب جرائم القتل أو الاعتداء على النفس بدافع الغيرة من شخص المعتدى عليه، أو لإفساح الطريق أمام الجاني لكي يستأثر بمن يحب أو يعشق. ولكن بالتأمل في العامل النفسي للجريمة في مثل هذه الجرائم نرى أنه ليس عاطفة الحب كما يبدو لأول وهلة، ولكنه عامل الأثرة والأنانية وحب الذات، أو عامل الاعتداد بالكرامة الذاتية.

كذلك جرائم القتل أو الاعتداء بقصد تشويه محاسن الخلقة التي تقع على شخص المعشوق أو المحبوب بدافع الغيرة؛ فإن الدافع إليها هو التخلص من التوتر النفسي الشديد الناشئ عن وجدانات الغيرة على شخص المجني عليه، ووضع حد لهذه الحال بحرمان الغير من الاستمتاع به، أو حرمانه من الاستمتاع بالغير.

فدور عاطفة الحب في جرائم الغيرة من هذا القبيل هو دور الوسيط بين النزعة الحقيقية، وهي حب الذات والأنانية، وبين الجريمة، فيبدو في الظاهر أن عاطفة الحب هي المسئولة عن الجريمة، ولكن الحب الصحيح الخالص من الأنانية يتطلب منا أن نحب من يحبه من نحب، وأن نحب كذلك من يحب من نحب؛ فمن يحب حبيبي أو من يحبه حبيبي فهو حبيبي أو من يحبه حبيبي فهو حبيبي، ومن يعاديه فهو عدوي؛ ولكن هذا المنطق السليم لا ينطبق على عاطفة الحب الجنسي الذي يشبع متعة جسمانية، وشهوة ذاتية في الوقت نفسه مبعثها غريزة التملك!..

والغيرة تلعب دورًا خطيرًا في الجرائم العاطفية أو الوجدانية سواء كان مبعثها غريزة الذات أو الغريزة الجنسية؛ وهي وجدان فطري لازم لطبيعة البشرية من عصر آدم عليه السلام. فقد قتل قابيل أخاه هابيل بدافع الغيرة عندما وجد أنه أكثر تقربًا منه إلى الله.

ولما كانت النفس البشرية تحمل في طياتها تراث الآباء والأجداد من غرائز بدائية، ونزعات فطرية، فإن غريزة الغيرة تلعب دورًا خطيرًا في مرحلة الطفولة الباكرة التي تمثل مرحلة العصر الهمجي من حياة الطفل النفسية، وتتجلى فيها مجموعة الغرائز البدائية.

  • الجنين وتطور الجنس البشري

فهناك نظرية علمية لها أنصار عديدون من رجال العلم البارزين معروفة باسم (نظرية التلخيص) (The Theory of Recapitulation) من مقتضاها أن الجنين في بطن أمه يمر خلال التسعة الأشهر الرحمية بجميع مراحل التطور الجسماني التي مر بها الجنس البشري على مر العصور الغابرة في رحم الطبيعة. فتبدأ حياة الجنين بعَلَقَة ملقحة في صورة تشبه صورة الأميبا أو الحيوان الأولي ذا الخلية الفردية، ثم لا يلبث أن يتشكل ويتطور تباعًا متخذًا مختلف الأوضاع والصور التي مر بها الجنس البشري في مراحل تطوره بمملكة الحيوان من البسيط إلى المركب حتى يصل إلى شبه إنسان كامل عند الولادة.

  • الطفل يعيش في العصر الهمجي

وعلى هذا القياس يذهب علماء النفس ممن يدينون بنظرية التلخيص إلى أن النفس البشرية تخضع لهذا القانون، فيبدأ الطفل حياته النفسية كما بدأها جده القديم، الإنسان الأول في العصر الهمجي حيث تسيطر عليه في هذه المرحلة الغرائز البدائية التي كان يعتمد عليها الإنسان الهمجي في العصور الأولى قبل التاريخ، وهي غرائز المقاتلة، وسفك الدم، والعدوان، واغتصاب المتاع، والإباحية الجنسية، واشتهاء المحارم، وحب الأثرة، والأنانية، والأخذ بالثأر، وحب الانتقام؛ ومن أبرز الغرائز البدائية غريزة الغيرة التي مبعثها حب الذات.

فعندما يولد الطفل الأول يجد نفسه متأثرًا بحنان الوالدين وعطفهما ورعايتهما دون سواه، ويعتبر أن كل شيء في الوجود مسخر لراحته وهناه، حتى والديه يعتبرهما متاعًا له؛ فإذا ما أنجب الوالدان طفلًا آخر وجد الطفل البكر نفسه أمام منافس خطير أخذ ينتزع منه مركز الصدارة التي كان يتمتع بها لدى الوالدين وفي بيئته العائلية منذ ولادته، ويحس بأن أركان عرشه أخذت تتداعى تحت قدميه الصغيرتين، فيغشاه شعور عميق بالخوف والقلق والكراهية الشديدة لذلك المنافس الدخيل على فلكه، ويستيقظ وجدان الغيرة من أعماق نفسه، ويستَعِر بركانها الرابض في عقله الباطن.

فإذا لم تروض نفسية الطفل في هذه المرحلة الدقيقة ترويضًا يخفف من حدة التوتر والقلق اللذين يساوران نفسه الصغيرة فقد يؤدي به ذلك إلى نشوء الكثير من العقد النفسية المرضية المكبوتة، أو إلى انفجار بركان الغيرة في صورة اضطرابات نفسية شديدة، أو عقلية تنتابه في سن المراهقة، أو في صورة نزعة إجرامية جامحة تعبر تعبيرًا رمزيًا عما كبته طفلًا في أعماق نفسه من ثورة نفسية ضد بيئته العائلية ممثلة في بيئته الاجتماعية في شبابه ورجولته.

  • عقدة أوديب

ولعل من أخطر المراحل في حياة الطفل مرحلة الرضاع والفطام وما يصاحبهما من وجدانات عاطفية وليدة غرائزه البدائية التي تكون متجلية ومسيطرة على نفسيته في تلك المرحلة؛ وخاصة وأن في تلك المرحلة تستيقظ بعض النزعات الهمجية التي كانت تسود حياة الإنسان البدائي في العصر الهمجي، وهي عشق الأم جنسيًا مقترنًا بغيرة شديدة عليها من جانب الأب، وما يصاحبها من تمني موت هذا المزاحم أو إبعاده ليفسح أمام الطفل مجال الخلوة بأمه، معشوقته الأولى في الحياة، والاستئثار بها دون سواه… ويطلق علماء التحليل النفسي على هذا الموقف اسم الموقف الأوديبي نسبة إلى أسطورة أوديب، الملك الذي قتل أباه وتزوج أمه دون أن يعلم، ويطلق عليه فنيًا اسم الموقف الأوديبي (The Oedepal Situation).

فالموقف الأوديبي مشكلة من أدق المشاكل النفسية التي يواجهها الطفل في طفولته الباكرة، ولكن كثيرًا ما يلجأ الطفل الصغير إلى حل هذه المشكلة تحت ضغط التقاليد الاجتماعية والتعاليم الدينية والأخلاقية حينما يستيقظ وجدانه الاجتماعي بالتربية والتهذيب، فيشعر بحاجة ملحة إلى التخلص مما يساور نفسه من وجدان الخوف والقلق بسبب هذا الموقف الشاذ الذي يتعارض مع الآداب العامة، والتقاليد؛ وذلك عن طريق التخلي عن عشق الأم، أو كبت وجدان الكراهية الموجه نحو الأب عن طريق التقمص في شخصية أو إحلال عاطفة الإجرام والحب نحو الوالد وباتخاذه مثلًا أعلى يحتذى بدلًا من كراهيته، ولذلك يتم للطفل الهدوء النفسي المنشود.

أما إذا لم يوفق الصغير في ترويض نزعاته البدائية في تلك المرحلة إما لقصور أو عجز فطري في شخصيته الناشئة وإما لقصور أو عيب في وسائل التربية الوالدية، أو لظروف خاصة بالبيئة المنزلية، فإن الموقف الأوديبي لدى الطفل قد ينقلب إلى عقدة أوديب المرضية والتي تعتبر مسئولية إلى حد كبير عن كثير من الظواهر النفسية المرضية، والتي قد تؤدي بصاحبها إلى الانتحار في بعض الأحيان، وبخاصة حوادث الانتحار المفاجئ التي لا تعرف لها أسباب ظاهرة، أو تكون أسبابها الظاهرة تافهة لا تبرر الانتحار، في حين أن الدافع إلى الانتحار يكون مرده إلى ما يعانيه المريض في أعماق نفسه من شعور مجسم بالخطيئة والمعصية كبته في أعماق نفسه كبتًا مرضيًا منذ الطفولة الباكرة، منشؤه تلك العقدة اللعينة وما تنطوي عليه من نزعات تدور حول الخطيئة البشرية الكبرى المكبوتة في أعماق نفسه الباطنة، وهي خطيئة ارتكاب الفحشاء بالأم، مع رغبة ملحة في قتل الأب!..

فالجانب الروحي أو الاجتماعي من نفسية المريض بهذه العقدة- وهو ما يسمى اصطلاحًا بالضمير (ولكنه الضمير الباطن المسمى في عرف رجال التحليل (بأنا العليا) (Super- ego) يثور ثورة عنيفة فيصب على الذات جام غضبه ونقمته، وتجتاح النفس عاصفة هوجاء من الشعور بالذنب لا قبل لها على ردها أو تحملها فيلجأ المريض إلى الانتحار تخلصًا من العذاب.

بيد أن هذه النزعة الانتحارية قد تتخذ في الظاهر مظهرًا آخر يتمثل في نزعة إجرامية تؤدي بمرتكبها إلى تحطيم ذاته ماديًا كجريمة عقوبتها الإعدام، أو أدبيًا كجريمة عقوبتها السجن مع ما يترتب عليها من نتائج أدبية أو اجتماعية مدمرة!

ولعل من أمثلة ذلك حادث الشاب الذي حاول قتل أبيه ثم انتحر، وهو الحادث الذي تناقلته الصحف أخيرًا، فقد كشف سلوكه عما يعانيه في أعماق نفسه من عقدة أوديب المرضية. فبشروعه في قتل والده أفصح عن نزعة كراهية جامحة موجهة نحو الأب منذ طفولته الباكرة، ولما كانت هذه النزعة مصحوبة بشعور مجسم بالخطيئة والمعصية، فقد دفعه هذا الشعور إلى الانتحار تخلصًا من عذاب الضمير.

وإنني وإن لم تتح لي فرصة دراسة نفسية هذا الشاب دراسة تحليلية عميقة، إلا أن الخبير بأسرار النفس البشرية ودخائلها قد يستنتج من تصرفات المرء وسلوكه الظاهر ما يعانيه في أعماق نفسه من عوامل ووجدانات. فإن كان سلوكه أو تصرفه شاذًا دل ذلك على نفسية شاذة أو مريضة، ولا نعني في ذلك بالمبررات الظاهرية التافهة للجريمة.

كذلك الحال فيما يختص بقصة الرجل الذي قتل زوج عشيقته. وقد تناقلت الصحف هذا الحادث أيضًا.. فإن الباعث على القتل كما يبدو في الظاهر قتل زوج العشيقة للاستئثار بها دون الزوج، ولكن ربما كشف تحليل نفسية هذا الجانب عما يعانيه في أعماق عقله الباطن من عقدة أوديب المرضية حيث اتخذ في حياته الشعورية من عشيقته صورة رمزية لمعشوقته الأولى منذ طفولته وهي أمه، ولم يستطيع التخلي عن عشقها المكبوت في قرارة نفسه، كما اتخذ من زوجها الشرعي رمزًا لوالده الذي كان يشتهي موته أو زواله من الوجود ليستأثر بأمه في ذلك الحين…

فهذا السلوك من جانب الجاني قد يكون مرده إلى ما يعانيه من أعماق نفسه من انطباعات الطفولة الباكرة والتي لا تزال مسيطرة على تصرفاته في حياته الشعورية؛ وأن سلوكه ما هو إلا مظهر من مظاهر تلك النفسية الطفولية التي تتحكم في مشاعره، ووجدانه وتصرفاته.

فأمثال هؤلاء المجرمين مرضى نفسيون، وكان في الاستطاعة علاجهم وشفاؤهم مما يعانونه في أعماق نفوسهم المريضة من عقد نفسية، ومشكلات عاطفية، لو كشف أمرها وحلت في الوقت الملائم عن طريق تحليل نفسي عميق، لما تورطوا فيما تورطوا فيه من جرائم.

وتجارب التحليل النفسي في تحليل نفسية طائفة من المرضى النفسيين والكشف عما يعانون في أعماق نفوسهم من نزعات إجرامية مكبوتة وليدة مشكلات الطفولة الباكرة، كفيلة بإثبات هذه النظرية العلمية الخطيرة.

-نُشر أولًا بموقع حياتك.

 

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *